مقدمة:
عنتـر بن شداد، هو بطــل شعبي عربي، عاش في الجاهلية، واشتهر بقوته وشجاعته وكرمه، وقد ذكرت سيرته في العديد من القصص والروايات العربية، أشهرها سيرة عنتر بن شداد العبسية، التي ألفها أبو عبيدة البكري في القرن الرابع الهجري، والتي تتناول حياة عنتر منذ ولادته حتى وفاته، وتسرد مغامراته وبطولاته.
نشأته:
ولد عنتر في قبيلة بني عبس، وكان والده شداد بن عمرو، أحد فرسان القبيلة، أما والدته فكانت زبيبة بنت الحارث، وهي من قبيلة طيء، وكان عنتر مولى من موالي القبيلة، أي أنه لم يكن حراً، ولم يكن له نسب معروف، الأمر الذي جعله يعاني من التمييز والاضطهاد من أبناء عمومته.
شجاعته وقوته:
كان عنتر معروفاً بشجاعته وقوته الفائقة، فقد كان يبارز أعداءه ويلحق بهم الهزيمة، وكان لا يهاب الموت في سبيل الدفاع عن قبيلته وأهله، وقد وردت في سيرة عنتر العديد من القصص التي تتناول بطولاته وشجاعته، منها قصة معركته مع الأسد، حيث قيل أنه تمكن من قتل أسد مفترس بيديه العاريتين، وقصة معركته مع قبيلة بني تغلب، حيث قاد بني عبس إلى النصر وأسر زعيم بني تغلب، وقصة معركته مع عنترة الفوارس، حيث تعادلا في المبارزة، ولم يتمكن أي منهما من هزيمة الآخر.
كرمه:
كان عنتر معروفاً بكرمه وجوده، فقد كان يوزع أمواله على الفقراء والمحتاجين، وكان لا يبخل على أحد بطلب، وكان منزله مفتوحاً للجميع، وقد وردت في سيرة عنتر العديد من القصص التي تتناول كرمه وجوده، منها قصة إطعامه لقبيلة بأكملها، وقصة إعطائه حصانه لأحد الفقراء، وقصة إعفائه لأحد أعدائه من الديون.
حبه لعبلة:
عُرف عنتر بحبه الشديد لعبلة بنت مالك، وهي ابنة عمه، وكان حبه لها من طرف واحد، فقد كانت عبلة تحب ابن عمها عمرو بن معدي كرب، الأمر الذي جعل عنتر يعاني من الغيرة والحزن، وقد وردت في سيرة عنتر العديد من القصص التي تتناول حبه لعبلة، منها قصة مبارزته مع عمرو بن معدي كرب من أجل الفوز بقلب عبلة، وقصة اختطافه لعبلة من منزل أهلها، وقصة زفافه عليها بعد معاناة طويلة.
مغامراته:
خاض عنتر العديد من المغامرات خلال حياته، منها مغامرته مع اللصوص، حيث تمكن من إنقاذ قافلة تجارية من أيديهم، ومغامرته مع الجن، حيث تمكن من هزيمة أحد الجن الأقوياء، ومغامرته مع الوحوش، حيث تمكن من قتل العديد من الوحوش الضارية، وقد وردت في سيرة عنتر العديد من القصص التي تتناول مغامراته، والتي تظهر شجاعته وقوته وذكاءه.
وفاته:
توفي عنتر بن شداد في معركة ذي قار، وهي معركة دارت بين المسلمين والفرس في عام 636 ميلادي، وكان عنتر من ضمن جيش المسلمين الذين حاربوا ضد الفرس، وقد قيل أنه قتل في هذه المعركة، وقد رثاه العديد من الشعراء، ومن أشهر مراثيه مرثية الشاعر الفرزدق، والتي يقول فيها:
خــلــيـلـي لـمـا تـذكـرانـي بـعـنـتر
فـاحمـد خـالقـه وعـجّـز عـنـتـرا
عـنـتـر الـذي عـمِـر الـدهـر بـغـار
فـلا عـجـب أن يـفـنـي الدهـر عـنـتـرا
الخاتمة:
عنتـر بن شداد هو بطل شعبي عربي، اشتهر بقوته وشجاعته وكرمه، وخاض العديد من المغامرات خلال حياته، وتوفي في معركة ذي قار، وقد رثاه العديد من الشعراء، وما زالت سيرته تروى حتى يومنا هذا.