تفسير ابن جرير
مقدمة:
يعتبر تفسير ابن جرير واحداً من أهم وأشهر التفاسير في العالم الإسلامي، ويتميز بتفسيره الموسوعي للقرآن الكريم، حيث جمع فيه المؤلف أقوال المفسرين السابقين له، وبيّن وجوه الإعراب والنحو، وقصص الأنبياء والأمم، والأحكام الشرعية، وغير ذلك من علوم القرآن الكريم.
نشأة ابن جرير الطبري:
ولد الإمام محمد بن جرير الطبري في مدينة آمل في بلاد طبرستان (شمال إيران حالياً) عام 224 هـ، ونشأ في بيئة علمية، حيث كان والده عالماً في التفسير والحديث، فدرس عليه علوم القرآن والحديث، ثم رحل إلى بغداد في شبابه، حيث درس على كبار العلماء في عصره، مثل الإمام أحمد بن حنبل والإمام إسحاق بن راهويه والإمام أبو عبيد القاسم بن سلام.
رحلات ابن جرير الطبري:
قام الإمام ابن جرير الطبري بالعديد من الرحلات العلمية، منها رحلته إلى مصر والشام والحجاز، حيث التقى بالعلماء والمحدثين في هذه البلاد وتبادل معهم الآراء والأفكار، وأفاد من علمهم ومعارفهم، وعاد إلى بغداد بعد ذلك محملاً بالعلم والخبرة.
تفسيره للقرآن الكريم:
بدأ الإمام ابن جرير الطبري تفسيره للقرآن الكريم في أواخر عمره، حيث أملى على تلاميذه تفسير سورة البقرة، ثم أكمل تفسيره لسائر سور القرآن الكريم، حتى توفي عام 310 هـ، تاركاً خلفه إرثاً علمياً عظيماً.
منهجه في التفسير:
اتبع الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره للقرآن الكريم منهجاً علمياً دقيقاً، حيث اعتمد على تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة النبوية، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، وإعمال العقل في فهم آيات القرآن الكريم، وعدم الخوض في التأويلات الباطنية أو الخرافية.
أهمية تفسيره:
يعتبر تفسير ابن جرير الطبري من أهم التفاسير في العالم الإسلامي، لما يتميز به من موسوعية وتوثيق ودقة علمية، وقد اعتمد عليه العديد من المفسرين اللاحقين، مثل الإمام الرازي والإمام القرطبي والإمام ابن كثير، وغيرهم، كما يُعد تفسير ابن جرير الطبري مصدراً مهماً للباحثين في علوم القرآن الكريم والدراسات الإسلامية.
أشهر أقواله:
– “القرآن كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزته الباقية إلى يوم القيامة”.
– “التفسير علم عظيم، وفن جليل، يحتاج إلى معرفة واسعة باللغة العربية وعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية”.
– “المفسر يجب أن يكون عالماً عاملاً، وأن يكون ورعاً تقياً، وأن يكون حسن النية”.
خاتمة:
يعد تفسير ابن جرير الطبري واحداً من أعظم وأهم كتب التفسير في الإسلام، وقد حظي باحترام وتقدير العلماء على مر العصور، ولا يزال يستخدم حتى اليوم كمصدر رئيسي من مصادر تفسير القرآن الكريم.