مقدمة
البرزخ هو الفترة الزمنية بين الموت والبعث، وهو عالم برزخي غير مرئي، لا يعلمه إلا الله تعالى. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث كثيرة عن البرزخ، وعن أحوال الموتى فيه.
الحياة في البرزخ
تختلف الحياة في البرزخ عن الحياة في الدنيا، ففي البرزخ لا يوجد أكل ولا شرب ولا نوم ولا زواج ولا تناسل، ولا يوجد فيه ضوء الشمس ولا القمر، ولا يوجد فيه حر ولا برد. والموتى في البرزخ في راحة أو عذاب، حسب أعمالهم في الدنيا.
النعيم في البرزخ
ينعم الموتى الصالحون في البرزخ بنعيم كبير، فهم في جنات فيها أنهار من ماء صافٍ، وأشجار مثمرة، وفرش من حرير، وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون. وهم يأكلون ويشربون ويلبسون من هذه النعم، وينعمون بالنظر إلى وجه الله تعالى.
العذاب في البرزخ
يعذب الموتى الكافرون في البرزخ عذابًا شديدًا، فهم في نار جهنم، يتسعر عليهم لهيبها، ويُساقون إلى الحميم وهي ماء شديد الحرارة، ولهم فيها خزي ومهانة. وهم يعذبون بذنوبهم التي ارتكبوها في الدنيا.
زيارة الموتى للدنيا
يجوز للموتى أن يزوروا الدنيا، بإذن من الله تعالى. وقد وردت أحاديث كثيرة عن زيارة الموتى للدنيا، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تصبح في الجنة حيث شاءت، ثم تأتي إلى قناديلها فتبيت فيها، حتى إذا كان من الغد خرجت تغدو على أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، ثم ترجع إلى قناديلها، وذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 4]”.
رؤية الموتى في المنام
يجوز رؤية الموتى في المنام، وهذه الرؤية قد تكون صحيحة وقد تكون كاذبة. وقد وردت أحاديث كثيرة عن رؤية الموتى في المنام، منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من رأى ميتًا في المنام فإنما يراه على ما مات عليه”.
أحوال الموتى في البرزخ
أحوال الموتى في البرزخ تختلف باختلاف أعمالهم في الدنيا. فالموتى الصالحون يكونون في نعيم دائم، والموتى الكافرون يكونون في عذاب دائم. والموتى الذين ماتوا على الفطرة يكونون في برزخ متوسط، لا هم في نعيم ولا هم في عذاب.
خاتمة
البرزخ عالم غيبي لا يعلمه إلا الله تعالى، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث كثيرة عن البرزخ وعن أحوال الموتى فيه. والمؤمنون بالله تعالى واليوم الآخر يؤمنون بالبرزخ، ويؤمنون بأن الموتى في البرزخ في نعيم أو عذاب، حسب أعمالهم في الدنيا.