اجمل تفسير لاية

اجمل تفسير لاية

المقدمة:

وإذ سئل إبراهيم ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، قال له ربه: “أَوَلَمْ تُؤْمِنْ” [البقرة: 260]، أي: ألست على ثقة بقدرتي على إحياء الموتى؟ قال إبراهيم: “بَلَى، وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي” [البقرة: 260]، أي: إنني أؤمن بذلك حقًا، ولكنني أطلب منك أن تريني ذلك بنفسك حتى أزداد يقينًا وطمأنينة.

1. قدرة الله على إحياء الموتى:

إن قدرة الله على إحياء الموتى من أعظم مظاهر قدرته عز وجل، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” [المؤمنون: 16]، وقال تعالى: “أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ” [الأنبياء: 30].

وقد دلّت الأدلة الشرعية على وقوع إحياء الموتى في الدنيا، كما في قصة سيدنا عيسى عليه السلام الذي أحيى الموتى بإذن الله تعالى، وكذلك في قصة سيدنا الخضر عليه السلام الذي أحيى رجلاً ميتًا بإذن الله تعالى، وفي قصة أصحاب الكهف الذين ناموا في كهفهم قرونًا عديدة ثم بعثهم الله تعالى من مرقدهم.

إن إحياء الموتى من الأمور التي أخبرنا الله تعالى بها في القرآن الكريم، قال تعالى: “وَإِنَّكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى” [غافر: 11]، وقال تعالى: “أَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ” [يس: 81].

2. إحياء الموتى في الآخرة:

إن موت الإنسان ليس نهاية وجوده، بل إن الله تعالى سوف يبعث الموتى في الآخرة، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ” [الحج: 1-2].

إن إحياء الموتى في الآخرة من الأمور التي دلّت عليها الأدلة الشرعية، فقد قال الله تعالى: “وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ” [إبراهيم: 31]، وقال تعالى: “إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى” [طه: 15].

كما أخبر الله تعالى أن إحياء الموتى في الآخرة سيكون على صفة تختلف عن صفة إحيائهم في الدنيا، قال تعالى: “لَا نُقِيمُ لَهُمْ قِيَامَةً” [القيامة: 37]، أي: لا نبعثهم بعثًا مؤقتًا، بل نبعثهم بعثًا دائمًا، قال تعالى: “وَلَا أُحْسِبُ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَإِنْ أُرْجِعْ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا” [القصص: 85].

3. الحكمة من إحياء الموتى في الآخرة:

إن الحكمة من إحياء الموتى في الآخرة هي إظهار عدل الله تعالى، قال تعالى: “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَا عَابِثِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ” [الدخان: 38-39]، وقال تعالى: “لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا” [الأحزاب: 33].

إن إحياء الموتى في الآخرة هو إظهار لقدرة الله تعالى، قال تعالى: “وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” [المؤمنون: 16]، وقال تعالى: “أَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ” [يس: 81].

إن إحياء الموتى في الآخرة هو إظهار لحكمة الله تعالى، قال تعالى: “وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ” [إبراهيم: 34]، وقال تعالى: “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَا عَابِثِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ” [الدخان: 38-39].

4. إحياء القلب وإماتته:

من المعاني التي وردت في القرآن الكريم إحياء القلب وإماتته، فالقلب الحي هو القلب الذي فيه إيمان بالله تعالى، قال تعالى: “فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ” [الحج: 46]، وقال تعالى: “أَفَلَا يَسْأَلُونَ أَصْحَابَ الذِّكْرِ إِنْ كَانُوا لا يَعْلَمُونَ” [النحل: 43].

أما القلب الميت فهو القلب الذي لا إيمان فيه بالله تعالى، قال تعالى: “أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ

أضف تعليق