حديث الرسول عن الرفق

حديث الرسول عن الرفق

الرفق من الأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ضد العنف والفظاظة، وهو خلق نبيل وخصلة حسنة يدل على رقة القلب ولين الجانب، وهو خلق جامع يتفرع عنه الكثير من الأخلاق الفاضلة كالعفو والصفح والإحسان والرحمة، وهو من صفات المؤمنين الذين اتصفوا بهذه الخصلة الحميدة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه”.

أنواع الرفق

1. الرفق بالناس: وهو معاملة الناس بالحسنى واللين والكلام الطيب، واحتمال أخطائهم، والصبر عليهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرفق خلق حسن، وما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه”.

2. الرفق بالحيوان: وهو معاملته بالحسنى وعدم إيذائه، وتوفير الطعام والشراب والمسكن المناسب له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على غيره”.

3. الرفق بالنبات: وهو عدم إتلافه أو إفساده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قطع شجرة ظلماً بغير حق، قطع الله يده يوم القيامة”.

4. الرفق بالأشياء: وهو عدم إتلافها أو إفسادها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولا تضيعوا الماء وإن كنتم على نهر جار”.

5. الرفق بالنفس: وهو عدم تكليفها فوق طاقتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه”.

6. الرفق بالمال: وهو عدم إضاعته أو تبديده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسرف ولا تبذر إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين”.

7. الرفق بالوقت: وهو عدم تضييعه في اللهو واللعب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.

فضل الرفق

1. الرفق من صفات الله تعالى: قال الله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وقال تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.

2. الرفق من صفات الرسل والأنبياء: قال الله تعالى: “وإنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبوراً”، وقال تعالى: “ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ومن لم يؤته الله نبوة فجعلنا له زوجاً وذرية يتخذون من دون الله آلهة ليشركوهم بما آتيهم فسبحان الله عما يشركون”.

3. الرفق من صفات المؤمنين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن حيي كريم، والمسلم سمح حليم”، وقال تعالى: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً”.

ثمار الرفق

1. محبة الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب الرفق في الأمر كله”، وقال تعالى: “فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين”.

2. محبة الناس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خالطوا الناس بالمعروف”، وقال تعالى: “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً”.

3. النجاح في الحياة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”، وقال تعالى: “وإن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم”.

أسباب قسوة القلب

1. الجهل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم”، وقال تعالى: “ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم”.

2. سوء التربية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”، وقال تعالى: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون”.

3. البيئة السيئة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”، وقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون”.

علاج قسوة القلب

1. العلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”، وقال تعالى: “وما كان للمؤمنين أن ينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون”.

2. التربية السليمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”، وقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”.

3. البيئة الصالحة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”، وقال تعالى: “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً”.

الخاتمة

الرفق من الأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ضد العنف والفظاظة، وهو خلق جامع يتفرع عنه الكثير من الأخلاق الفاضلة، وهو من صفات المؤمنين الذين اتصفوا بهذه الخصلة الحميدة، فمن كان رفيقاً بالناس والحيوان والنبات والأشياء كان محبوباً من الله تعالى ومن الناس، ونجح في حياته، وعالج قسوة قلبه.

أضف تعليق