حديث الرسول عن الصديق

حديث الرسول عن الصديق

مقدمة

الصديق هو رفيق الطريق ورفيق الهموم والأحزان، وهو الشخص الذي يقف بجانب صاحبه في السراء والضراء، وهو الشخص الذي يحفظ السر ولا يخون العهد، وهو الشخص الذي ينصح صاحبه ويوجهه إلى الخير، وهو الشخص الذي يحب صاحبه في الله.

وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الصداقة الحميمة، وقال فيها أحاديث كثيرة، منها: “الصداقة بضاعة نفيسة، فمن وجدها فليحافظ عليها”، وقال أيضًا: “الصداقة كنز لا يفنى، وصاحب الصداقة خير من كنوز الدنيا”، وقال أيضًا: “الصديق مرآة صاحبه، فانظر فيمن تصاحب”.

حديث الرسول عن الصديق

1. فضائل الصديق:

الصديق هو بمنزلة المرآة التي يرى فيها الإنسان نفسه، فالصديق الحقيقي هو الذي يعكس لك حقيقتك، ولا يتردد في أن يقول لك عيوبك ونواقصك، وذلك من أجل أن تساعدك على إصلاحها.

الصديق هو الذي يعينك على طاعة الله ورسوله، ويبعدك عن المعاصي والمنكرات، فالصديق الحقيقي هو الذي يخشى الله فيك، ولا يحب لك إلا ما يحبه لنفسه.

الصديق هو الذي يقف بجانبك في الشدائد والمحن، ولا يتخلى عنك أبدًا، فالصديق الحقيقي هو الذي يكون معك في وقت الشدة قبل وقت الرخاء.

2. آداب الصحبة:

أن يكون الصديقان على درجة واحدة من التقوى والصلاح، فالصديق الفاسق لا يجلب لصاحبه إلا الفساد، والصديق الصالح يجلب لصاحبه الخير والصلاح.

أن يكون الصديقان صادقين في معاملاتهما، ولا يكتم أحدهما عن الآخر سرًا، فالصديق الكاذب لا يمكن الوثوق به، والصديق الصادق هو الذي يمكن أن تضع حياتك بين يديه.

أن يكون الصديقان متعاونين على البر والتقوى، ولا يتعاونان على الإثم والعدوان، فالصديق الذي يعاونك على الإثم والعدوان هو عدو لك وليس صديقًا.

3. حقوق الصديق:

أن تفي له بعهده، وأن تصدق معه في قولك وفعلك، فالصديق الذي يغدر بصديقه هو نذل وخائن.

أن تنصره على أعدائه، وتدافع عنه عند غيبته، فالصديق الذي لا ينصر صديقه عند الحاجة هو جبان وخسيس.

أن تكرمه وتجله، ولا تحتقره ولا تهينه، فالصديق الذي يحتقر صديقه هو أحمق وغبي.

4. واجب الصديق تجاه صديقه:

أن يذكره بالله تعالى، ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، فالصديق الذي لا يأمر صديقه بالمعروف وينهاه عن المنكر هو مقصر في حقه.

أن يعينه على طاعة الله ورسوله، ويبعده عن المعاصي والمنكرات، فالصديق الذي لا يعين صديقه على طاعة الله ورسوله هو مقصر في حقه.

أن يقف بجانبه في الشدائد والمحن، ولا يتخلى عنه أبدًا، فالصديق الذي يتخلى عن صديقه في وقت الشدة هو نذل وخائن.

5. علامات الصديق الحقيقي:

أن يكون وفيًا لك في السر والعلن، وأن لا يخذلك أبدًا.

أن يكون صادقًا معك في جميع أقواله وأفعاله، وأن لا يكذب عليك أبدًا.

أن يكون أمينًا على أسرارك، وأن لا يبوح بها لأحد أبدًا.

أن يكون ناصحًا لك في جميع أمورك، وأن لا يخفي عنك رأيه أبدًا.

أن يكون عونًا لك في الخير والشر، وأن لا يتخلى عنك أبدًا.

6. نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم في اختيار الصديق:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ”.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خَالِلُ الْمُؤْمِنِ مِثْلُ الْحَدِيدَةِ، إِنْ لَمْ تُصِبْكَ مِنْهَا أَصَابَكَ مِنْ غُبَارِهَا”.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَلَا أُنَبِّئُكَ عَنِ الصَّدِيقِ؟ قَالَ: قُلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الصَّدِيقُ الَّذِي إِذَا اسْتَرْزَقْتَهُ أَعْطَاك، وَإِذَا اسْتَعَنْتَهُ أَعَانَكَ، وَإِذَا غِبْتَ حَفِظَكَ”.

خاتمة

الصديق الحقيقي هو نعمة من الله تعالى، وهو كنز لا يفنى، ورفيق لا يتخلى عنك أبدًا، لذلك علينا أن نحرص على اختيار أصدقائنا بعناية، وأن لا نصادق إلا من كان صالحًا تقيًا، وأن نقطع علاقتنا بكل من كان فاسقًا فاجرًا، وأن نستعين بالله تعالى على اختيار الصديق الصالح، وأن ندعوه عز وجل أن يوفقنا إلى ذلك.

أضف تعليق