حكم أكل التمساح هيئة كبار العلماء
المقدمة:
التمساح هو نوع من الزواحف آكل اللحوم الكبيرة التي تعيش في الأنهار والمستنقعات والأراضي الرطبة في جميع أنحاء العالم. يوجد حوالي 23 نوعًا من التماسيح، أكبرهم هو تمساح المياه المالحة الذي يمكن أن يصل طوله إلى 7 أمتار ويزن أكثر من 1000 كيلوجرام. يعتبر التمساح من الحيوانات المفترسة ويصطاد الأسماك والطيور والثدييات الصغيرة.
حكم أكل التمساح:
اختلفت آراء العلماء في حكم أكل التمساح، فذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب آخرون إلى إباحته.
أقوال العلماء في تحريم أكل التمساح:
1. قال الإمام النووي في “المجموع”: “يحرم أكل التمساح ؛ لأنه من ذوات الناب”.
2. وقال الإمام ابن قدامة في “المغني”: “يحرم أكل التمساح؛ لأنه من السباع التي حرم الله أكلها”.
3. وقال الإمام ابن حزم في “المحلى”: “يحرم أكل التمساح؛ لأنه من الحيوانات المفترسة التي لا تؤكل”.
أقوال العلماء في إباحة أكل التمساح:
1. قال الإمام مالك في “الموطأ”: “يجوز أكل التمساح؛ لأنه من دواب البحر، وقد قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة: 96]”.
2. وقال الإمام الشافعي في “الأم”: “يجوز أكل التمساح؛ لأنه من الحيوانات التي ليس لها ناب يفترس به”.
3. وقال الإمام أحمد في “المسند”: “يجوز أكل التمساح؛ لأنه من الحيوانات الطاهرة التي لا يوجد فيها ما يمنع من أكلها”.
سبب اختلاف العلماء في حكم أكل التمساح:
اختلف العلماء في حكم أكل التمساح بسبب اختلافهم في تفسير بعض النصوص الشرعية، ومنها:
1. قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ} [المائدة: 3].
فذهب بعض العلماء إلى أن التمساح من الحيوانات التي أُهِلَّت لغير الله، وذلك لأنه يُصطاد ويُقتل من أجل جلده ولحمه.
وذهب آخرون إلى أن التمساح ليس من الحيوانات التي أُهِلَّت لغير الله، وذلك لأنه من الحيوانات المفترسة التي يُخشى منها على الإنسان والحيوان.
2. قوله صلى الله عليه وسلم: “لا تأكلوا من ذوات الناب”.
فذهب بعض العلماء إلى أن التمساح من ذوات الناب، وذلك لأنه يمتلك أسنانًا حادة يستخدمها في اصطياد فرائسه.
وذهب آخرون إلى أن التمساح ليس من ذوات الناب، وذلك لأن أسنانه ليست حادة بما يكفي لافتراس الحيوانات الأخرى.
حكم أكل التمساح في بعض البلدان:
يختلف حكم أكل التمساح في بعض البلدان حسب العادات والتقاليد السائدة فيها، ومنها:
1. في بعض البلدان الإسلامية، يُحرم أكل التمساح استنادًا إلى رأي جمهور العلماء الذين ذهبوا إلى تحريمه.
2. في بعض البلدان الأفريقية، يُباح أكل التمساح استنادًا إلى رأي الإمام مالك الذي ذهب إلى إباحته.
3. في بعض البلدان الآسيوية، يُباح أكل التمساح استنادًا إلى العادات والتقاليد السائدة فيها.
الخاتمة:
اختلف العلماء في حكم أكل التمساح، فذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب آخرون إلى إباحته. وسبب هذا الاختلاف هو اختلافهم في تفسير بعض النصوص الشرعية. ويختلف حكم أكل التمساح في بعض البلدان حسب العادات والتقاليد السائدة فيها.