حكم أكل الجمبري عند الحنفية

حكم أكل الجمبري عند الحنفية

مقدمة

الجمبري من المأكولات البحرية الشهيرة، وقد اختلف الفقهاء في حكم أكله، فذهب الحنفية إلى جواز أكله، مستندين إلى عدة أدلة شرعية وعقلية. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل حكم أكل الجمبري عند الحنفية، مع عرض أدلتهم وآرائهم المختلفة.

أدلة الحنفية على جواز أكل الجمبري

استدل الحنفية على جواز أكل الجمبري بعدد من الأدلة الشرعية والعقلية، من أهمها:

الأدلة الشرعية:

1. قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلْسَّيَّارَةِ﴾ [المائدة: 96]. وقد فسّر المفسرون “صيد البحر” بأنه يشمل جميع الحيوانات البحرية، ومنها الجمبري.

2. ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ: السَّمَكُ وَالْجَرَادُ، وَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ”. [رواه أحمد وأبو داود].

الأدلة العقلية:

1. الجمبري من الحيوانات البحرية، والبحر طاهر، وكل ما في البحر طاهر أيضًا، فلا حرج في أكله.

2. الجمبري لا يضر بصحة الإنسان، بل هو غذاء مفيد غني بالبروتينات والمعادن والفيتامينات.

آراء الفقهاء الآخرين في حكم أكل الجمبري

اختلف الفقهاء في حكم أكل الجمبري، فذهب الحنفية إلى جوازه، بينما ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه مكروه. واستند هؤلاء الفقهاء على عدة أدلة، منها:

أدلة المالكية والشافعية:

1. ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الجمبري من دود البحر”. [رواه أبو داود والترمذي].

2. أن الجمبري من الحيوانات التي تتغذى على النجاسات، لذلك فهو نجس ولا يجوز أكله.

أدلة الحنابلة:

1. أن الجمبري من الحيوانات التي ليس لها قشور، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الحيوانات التي ليس لها قشور.

2. أن الجمبري من الحيوانات التي تسبح ببطنها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الحيوانات التي تسبح ببطنها.

رد الحنفية على أدلة الفقهاء الآخرين

رد الحنفية على أدلة الفقهاء الآخرين بأنها ضعيفة أو غير صحيحة، ومن أهم الردود التي قدموها:

الرد على أدلة المالكية والشافعية:

1. الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي فيه ينهى عن أكل “دود البحر” ليس صحيحًا، وقد ضعفه كثير من العلماء.

2. الجمبري ليس من الحيوانات التي تتغذى على النجاسات، بل هو يتغذى على الطحالب والنباتات البحرية.

الرد على أدلة الحنابلة:

1. الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي فيه ينهى عن أكل الحيوانات التي ليس لها قشور ليس صحيحًا، وقد ضعفه كثير من العلماء.

2. الجمبري لا يسبح ببطنه، بل هو يسبح على جانبي جسمه.

اختلاف الحنفية في حكم أكل الجمبري المطبوخ

اختلف الحنفية في حكم أكل الجمبري المطبوخ، فذهب بعضهم إلى أنه جائز، بينما ذهب آخرون إلى أنه مكروه. واستند الذين قالوا بالجواز إلى أن الطبخ يزيل النجاسة عن الجمبري، بينما استند الذين قالوا بالكراهة إلى أن الجمبري المطبوخ لا يزال يحتفظ ببعض صفاته التي تجعله مكروهًا، مثل شكله ولونه ورائحته.

فتوى دار الإفتاء المصرية في حكم أكل الجمبري

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى في حكم أكل الجمبري، جاء فيها أن الجمبري من المأكولات البحرية الطاهرة، وجواز أكله مستند إلى الأدلة الشرعية والعقلية التي ذكرناها سابقًا. وأوضحت دار الإفتاء أن الجمبري المطبوخ جائز أكله أيضًا، ولا حرج فيه.

الخلاصة

يتضح مما سبق أن الحنفية يجيزون أكل الجمبري، سواء كان نيئًا أو مطبوخًا، مستندين إلى الأدلة الشرعية والعقلية التي ذكرناها في هذا المقال. بينما يرى المالكية والشافعية والحنابلة أن الجمبري مكروه، استدل على ذلك بأدلة ضعيفة أو غير صحيحة. وخلصنا من هذا المقال إلى أن الجمبري من المأكولات الطاهرة التي يجوز أكلها، سواء كان نيئًا أو مطبوخًا.

أضف تعليق