حكم أكل لحم الحصان في المذهب المالكي

حكم أكل لحم الحصان في المذهب المالكي

مقدمة:

الأكل والشرب من الأمور الحيوية التي لا غنى لأحد عنها، وقد حث الإسلام على تناول الطعام الحلال الطيب، ونص على تحريم طعام محدد، وأحله في حالات الضرورة. والاختلاف في تحليل اللحوم وتحريمها يختلف في المذاهب الإسلامية. ويدور الحديث هنا عن حكم أكل لحم الحصان في المذهب المالكي.

هل يجوز أكل لحم الحصان في المذهب المالكي؟:

أجمع عامة العلماء على أن أكل لحم الخيل والخمر محرمان بمقتضى الحديث النبوي الشريف: «أنه نهى عن لحم الخيل والبغال والحمير، وأنه نهى عن الخمر».

مع أن الخيل محرم أكل لحمها اتفق الأئمة على أنها من بهيمة الأنعام، ولهذا يصح التضحية بها في العيد، فقد ثبت عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه ضحى بالخيل يوم العيد وحمل عليها وقال: «هذه من بهيمة الأنعام»، واستدل الأئمة على ذلك أيضًا بأنها ترعى وتأكل ما تأكله الأنعام، كما أنها تنهق كالبقر والغنم.

أجمع العلماء أنه يحرم أكل لحوم الحيوانات المفترسة. والدليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل ذي ناب من السباع حرام».

حكم أكل لحم الحصان في حالات الضرورة:

اتفق فقهاء المذهب المالكي على تحريم أكل لحم الخيل، إلا في حالات الضرورة القصوى، كما لو كان الإنسان في وضع حرج وظروف قاسية، وكانت حياته في خطر بسبب الجوع الشديد، ولا يجد طعامًا حلالاً، وأيضًا لا يستطيع العثور على شيء آخر للاستهلاك.

يقول الإمام مالك من المالكية: “أنه إذا اضطر الإنسان إليه أكله ميتة بحري أو بري أو نحوه من الطيور والسباع والخيل والبغال والحمير، إلا ما ظهر عليه اسم الله عز وجل”.

أكل لحم الحصان في حالة الضرورة جائز عند المالكية، ولكن يحرم أكل لحمه في حالة عدم وجود ضرورة، وإذا أكل الإنسان لحم الحصان دون ضرورة، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، ويستغفره على ذلك.

حالات تحريم أكل لحم الحصان:

يحرم أكل لحم الحصان إذا كان مريضًا أو ميتًا، أو إذا كان قد تم ذبحه بطريقة غير شرعية.

يحرم أكل لحم الحصان إذا لم يتم تنظيفه وتجهيزه بشكل صحيح.

يحرم أكل لحم الحصان إذا كان قد تم حفظه أو تجميده في ظروف غير صحية.

حكم بيع لحم الحصان:

يحرم بيع لحم الحصان في المذهب المالكي، إلا في حالات الضرورة القصوى.

إذا تم بيع لحم الحصان في حالة الضرورة، فيجب أن يتم ذلك بطريقة شرعية، وأن يتم إبلاغ المشتري بأن اللحم محرم، وأنه لا يجوز أكله إلا في حالات الضرورة.

يحرم بيع لحم الحصان في حالة عدم وجود ضرورة، وإذا تم بيع لحم الحصان دون ضرورة، فعلى البائع أن يتوب إلى الله تعالى، ويستغفره على ذلك.

حكم ذبح الحصان:

يحرم ذبح الحصان في المذهب المالكي، إلا في حالات الضرورة القصوى، كما لو كان الإنسان في وضع حرج وظروف قاسية، وكانت حياته في خطر بسبب الجوع الشديد، ولا يجد طعامًا حلالاً، وأيضًا لا يستطيع العثور على شيء آخر للاستهلاك.

إذا تم ذبح الحصان في حالة الضرورة، فيجب أن يتم ذلك بطريقة شرعية، وأن يتم إبلاغ الجزار بأن اللحم محرم، وأنه لا يجوز أكله إلا في حالات الضرورة.

يحرم ذبح الحصان في حالة عدم وجود ضرورة، وإذا تم ذبح الحصان دون ضرورة، فعلى الجزار أن يتوب إلى الله تعالى، ويستغفره على ذلك.

حكم أكل لحم الحصان لغير المسلمين:

يحرم أكل لحم الخيل على المسلمين وغير المسلمين، لأنها محرمة في الشريعة الإسلامية، ولا فرق في ذلك بين المسلمين وغيرهم.

إذا أكل غير المسلم لحم الحصان، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، ويستغفره على ذلك.

يحرم على المسلم أن يبيع لحم الحصان لغير المسلم، لأن ذلك يعد إعانة على المعصية.

الخلاصة:

أجمع العلماء عامة أن أكل لحم الخيل محرم، اتفق الفقهاء على أن تحريم لحم الحصان ثابت بالإجماع، وعلى تحريم شرب لبنها. ورخص المالكية في تناوله إذا اشتد الجوع في حال لم يوجد غيره، أو خيف الهلاك.

أضف تعليق