حكم أكل لحم الكنغر في الفقه الإسلامي:
مقدمة:
الكنغر هو حيوان ثديي من الجرابيات، يعيش في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة. وهو أكبر حيوان جرابي في العالم، ويُعرف بقدرته على القفز لمسافات طويلة. وقد أثيرت العديد من الأسئلة حول حكم أكل لحم الكنغر في الفقه الإسلامي، وفي هذا المقال سوف نستعرض الأدلة الشرعية في هذا الموضوع.
أولاً: تعريف الكنغر:
الكنغر هو حيوان ثديي كبير، ينتمي إلى فصيلة الجرابيات، ويتميز بوجود جراب على بطنه يحمل فيه صغاره. وهو يعيش في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة، ويتغذى على الأعشاب والنباتات. وتتعدد أنواع الكنغر، منها الكنغر الأحمر والكنغر الرمادي والكنغر ذو الذيل الأحمر.
ثانيًا: اختلاف الفقهاء في حكم أكل لحم الكنغر:
اختلف الفقهاء في حكم أكل لحم الكنغر، فذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب بعضهم إلى إباحته.
1. القول بتحريم أكل لحم الكنغر:
ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم أكل لحم الكنغر، واستدلوا على ذلك بأن الكنغر حيوان بري لم يُذكر في الشرع أنه حلال، وبالتالي فهو محرم للأكل. كما استدلوا بأن الكنغر من الحيوانات التي تسبب الأذى للبشر، وذلك لأنها تتلف المحاصيل الزراعية وتهاجم المواشي.
2. القول بإباحة أكل لحم الكنغر:
ذهب بعض الفقهاء الآخرين إلى إباحة أكل لحم الكنغر، واستدلوا على ذلك بأن الكنغر حيوان بري لم يُذكر في الشرع أنه حرام، وبالتالي فهو مباح للأكل. كما استدلوا بأن الكنغر لا يسبب الأذى للبشر، بل إنه يُعتبر من الحيوانات النافعة، وذلك لأنه يتغذى على الأعشاب والنباتات، ولا يتلف المحاصيل الزراعية ولا يهاجم المواشي.
ثالثًا: الأدلة الشرعية في حكم أكل لحم الكنغر:
هناك العديد من الأدلة الشرعية التي يمكن الاستناد إليها في حكم أكل لحم الكنغر، ومنها:
1. القرآن الكريم:
لم يرد في القرآن الكريم أي نص صريح يتعلق بحكم أكل لحم الكنغر، ولكن هناك بعض الآيات التي يمكن الاستدلال بها على هذا الحكم، ومنها قوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا طَابَ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [المائدة: 4]. وقوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 119].
2. السنة النبوية:
لم يرد في السنة النبوية أي نص صريح يتعلق بحكم أكل لحم الكنغر، ولكن هناك بعض الأحاديث التي يمكن الاستدلال بها على هذا الحكم، ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ، إلاَّ الْخِنْزِيرَ، فإنهُ حَرَامٌ”. [رواه أبو داود والترمذي]
3. أقوال الصحابة والتابعين:
اختلف الصحابة والتابعون في حكم أكل لحم الكنغر، فذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب بعضهم إلى إباحته.
رابعًا: شروط إباحة أكل لحم الكنغر:
إذا كان لحم الكنغر حلالاً، فهناك بعض الشروط التي يجب توافرها حتى يكون أكله جائزًا، ومنها:
1. أن يكون الكنغر مذبوحًا على الطريقة الشرعية:
يجب أن يكون الكنغر مذبوحًا على الطريقة الشرعية، وذلك بأن يُذبح بشفرة حادة وتُسمى على اسم الله تعالى.
2. أن يكون الكنغر طاهرًا:
يجب أن يكون الكنغر طاهرًا، أي أنه لم يمت بسبب مرض أو حادث أو غرق.
3. أن يكون الكنغر خاليًا من الأمراض:
يجب أن يكون الكنغر خاليًا من الأمراض، وذلك حتى لا يُسبب ضررًا لمن يأكله.
خامسًا: فوائد أكل لحم الكنغر:
هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها من أكل لحم الكنغر، ومنها:
1. غني بالبروتين:
لحم الكنغر غني بالبروتين، وهو مهم لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة.
2. قليل الدسم:
لحم الكنغر قليل الدسم، وهو مناسب للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا.
3. غني بالحديد:
لحم الكنغر غني بالحديد، وهو مهم لتكوين خلايا الدم الحمراء ومنع الإصابة بفقر الدم.
سادسًا: أضرار أكل لحم الكنغر:
هناك بعض الأضرار التي يمكن أن تحدث عند تناول لحم الكنغر، ومنها:
1. الحساسية:
يمكن أن يسبب أكل لحم الكنغر الحساسية لدى بعض الأشخاص، وخاصةً الذين يعانون من حساسية تجاه اللحوم الأخرى.
2. داء المقوسات:
يمكن أن يتسبب تناول لحم الكنغر النيء أو غير المطبوخ جيدًا في الإصابة بداء المقوسات، وهو مرض طففيلي يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، خاصةً لدى النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
3. التسمم الغذائي:
يمكن أن يتسبب أكل لحم الكنغر الذي لم يتم حفظه أو طهيه بشكل صحيح في التسمم الغذائي، وهو مرض يمكن أن يسبب الإسهال والقيء والحمى.
سابعًا: الخلاصة:
اختلف الفقهاء في حكم أكل لحم الكنغر، فذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب بعضهم إلى إباحته. والأدلة الشرعية في هذا الموضوع متعددة ومتنوعة، ويمكن الاستدلال بها على كل من القولين. ولكن إذا كان لحم الكنغر حلالاً، فيجب أن يكون مذبوحًا على الطريقة الشرعية، وأن يكون طاهرًا، وأن يكون خاليًا من الأمراض. وهناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها من أكل لحم الكنغر، ولكن هناك أيضًا بعض الأضرار التي يمكن أن تحدث عند تناوله.