حكم إعفاء اللحية

No images found for حكم إعفاء اللحية

المقدمة:

اللحية من شعائر الإسلام الظاهرة، وقد حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على إعفائها واعتبرها من الفطرة. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل إعفاء اللحية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء”.

فضل إعفاء اللحية:

1. إحياء لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-:

– وردت أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تحث على إعفاء اللحية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وقصوا الشوارب”.

2. دليل على الرجولة والمروءة:

– كانت اللحية عند العرب رمزاً للرجولة والمروءة، وقد قال بعض الحكماء: “اللحية نصف الجمال”.

3. وقاية للوجه من أشعة الشمس والبرد:

– تعمل اللحية كحاجز طبيعي يقي الوجه من أشعة الشمس الضارة والبرد القارس، كما أنها تحمي الجلد من الجفاف.

حكم إعفاء اللحية:

1. سنة مؤكدة:

– يرى جمهور الفقهاء أن إعفاء اللحية سنة مؤكدة، أي أنها مستحبة وليست واجبة. وقد استدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية التي وردت في فضل إعفاء اللحية.

2. واجب عند بعض الفقهاء:

– يرى بعض الفقهاء أن إعفاء اللحية واجب على الرجال المسلمين، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: ﴿وَلْيَحْلِقُوا رُءُوسَهُمْ وَلْيُقَصِّرُوا﴾ [التحريم: 8]. وقالوا أن اللحية من شعر الرأس، فيجب قصها أو حلقها.

3. مكروه عند بعض الفقهاء:

– يرى بعض الفقهاء أن إعفاء اللحية مكروه للرجال المسلمين، استنادًا إلى بعض الأحاديث التي وردت في ذم إعفاء اللحية، منها ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحْيَ، خَالِفُوا الْمَجُوسَ”.

الاستثناءات من حكم إعفاء اللحية:

1. المرض:

– يجوز للمريض حلق لحيته إذا كان ذلك ضروريًا لعلاجه، مثل إذا كان يعاني من مرض جلدي أو قمل.

2. الحج والعمرة:

– يجوز للمحرم حلق لحيته أثناء الحج والعمرة، وذلك لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ﴾ [البقرة: 196].

3. الحرب:

– يجوز للمحارب حلق لحيته إذا كان ذلك ضروريًا لحمايته في المعركة، مثل إذا كان يخشى أن يمسك العدو بلحيته.

4. التشويه:

– يجوز للمرء أن يحلق لحيته إذا كانت مشوهة أو غير مناسبة لشكله.

شروط إعفاء اللحية:

1. النظافة:

– يجب على المرء أن يحافظ على نظافة لحيته وغسلها بانتظام، وذلك لأن اللحية قد تتراكم فيها الأوساخ والبكتريا.

2. عدم الإسراف في الطول:

– لا ينبغي للمرء أن يترك لحيته طويلة جدًا، وذلك لأن ذلك قد يكون مزعجًا للآخرين وقد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى.

3. عدم صبغ اللحية:

– لا يجوز للمرء أن يصبغ لحيته بألوان غير طبيعية، وذلك لأن ذلك يعتبر من تغيير خلق الله.

الآثار السلبية لحلق اللحية:

1. الشيخوخة المبكرة:

– يؤدي حلق اللحية إلى الشيخوخة المبكرة، وذلك لأن اللحية تساعد على شد الجلد وإخفاء التجاعيد.

2. الإصابة بالعدوى:

– قد يؤدي حلق اللحية إلى الإصابة بالعدوى، وذلك لأن الجلد يكون أكثر عرضة للعدوى بعد الحلاقة.

3. تهيج الجلد:

– قد يؤدي حلق اللحية إلى تهيج الجلد واحمراره، وذلك لأن الحلاقة تزيل الطبقة الدهنية التي تحمي الجلد.

4. الحكة:

– قد يؤدي حلق اللحية إلى الحكة، وذلك لأن الجلد يتفاعل مع شفرة الحلاقة.

الخاتمة:

إعفاء اللحية من شعائر الإسلام الظاهرة، وقد حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على إعفائها واعتبرها من الفطرة. ويرى جمهور الفقهاء أن إعفاء اللحية سنة مؤكدة، أي أنها مستحبة وليست واجبة. وهناك بعض الاستثناءات التي تجيز حلق اللحية، مثل المرض والحج والعمرة والحرب والتشويه. ويجب على المرء الذي يعفي لحيته أن يحافظ على نظافتها وعدم الإسراف في طولها وعدم صبغها.

أضف تعليق