حكم اعياد الميلاد ابن باز

حكم اعياد الميلاد ابن باز

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

مقدمة:

الأعياد والمناسبات من الأمور التي لها أهميتها الكبيرة في حياة الناس، فهي بمثابة فترات راحة واسترخاء، وفرصة للتلاقي والتواصل الاجتماعي، وللتعبير عن الفرحة والسرور. ومن بين الأعياد والمناسبات التي تحتفل بها الكثير من الشعوب حول العالم، عيد الميلاد المجيد، الذي يُحتفل به في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام.

حكم الاحتفال بعيد الميلاد:

اختلف العلماء في حكم الاحتفال بعيد الميلاد، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. وقد استدل الفريق الذي أجاز الاحتفال بعيد الميلاد بما يلي:

1. أن الاحتفال بعيد الميلاد هو مجرد إظهار للفرح والسرور بمناسبة ذكرى ميلاد شخص عزيز، وهذا لا يُعد من العبادات المنهي عنها في الإسلام.

2. أن الاحتفال بعيد الميلاد لا يتضمن أي من الشعائر أو الطقوس الدينية المسيحية، وبالتالي فهو لا يُعتبر من أعياد الكفار التي نهى الإسلام عن الاحتفال بها.

3. أن الاحتفال بعيد الميلاد يُساعد على زيادة الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، ويُعزز الروابط الاجتماعية بينهم.

حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد:

أما الفريق الذي منع الاحتفال بعيد الميلاد، فقد استدل بما يلي:

1. أن الاحتفال بعيد الميلاد هو من أعياد الكفار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

2. أن الاحتفال بعيد الميلاد يُعتبر من الإقرار بشعائر وطقوس الكفار، وهذا من البدع المنهي عنها في الإسلام.

3. أن الاحتفال بعيد الميلاد يُعزز الشعور بالفرقة والاختلاف بين المسلمين والمسيحيين، ويُضعف من الصلات بينهما.

حكم تزيين المنزل بعيد الميلاد:

ومن المسائل المتعلقة بعيد الميلاد، حكم تزيين المنزل به. وقد ذهب بعض العلماء إلى جواز تزيين المنزل بعيد الميلاد، مستدلين بنفس الأدلة التي استدلوا بها على جواز الاحتفال به.

بينما ذهب فريق آخر من العلماء إلى منع تزيين المنزل بعيد الميلاد، مستدلين بالأدلة التي استدلوا بها على منع الاحتفال به.

حكم تبادل الهدايا بعيد الميلاد:

أما بالنسبة لحكم تبادل الهدايا بعيد الميلاد، فقد ذهب بعض العلماء إلى جوازه، مستندين إلى أن تبادل الهدايا هو من مظاهر المحبة والألفة بين الناس، وليس له أي صلة بالشعائر الدينية المسيحية.

بينما ذهب فريق آخر من العلماء إلى منع تبادل الهدايا بعيد الميلاد، مستندين إلى أن ذلك يُعتبر من الإقرار بشعائر وطقوس الكفار، وهذا من البدع المنهي عنها في الإسلام.

حكم حضور حفلات عيد الميلاد:

كما اختلف العلماء في حكم حضور حفلات عيد الميلاد، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. وقد استدل الفريق الذي أجاز حضور حفلات عيد الميلاد بما يلي:

1. أن حضور حفلات عيد الميلاد لا يُعتبر من أعياد الكفار، بل هو مجرد مناسبة اجتماعية يُدعى إليها المسلمون والمسيحيون على حدٍ سواء.

2. أن حضور حفلات عيد الميلاد يُساعد على زيادة الألفة والمحبة بين المسلمين والمسيحيين، ويُعزز الروابط الاجتماعية بينهم.

3. أن حضور حفلات عيد الميلاد لا يتضمن أي من الشعائر أو الطقوس الدينية المسيحية، وبالتالي فهو لا يُعتبر من الإقرار بها.

بينما استدل الفريق الذي منع حضور حفلات عيد الميلاد بما يلي:

1. أن حضور حفلات عيد الميلاد يُعتبر من الإقرار بأعياد الكفار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

2. أن حضور حفلات عيد الميلاد يُعتبر من المشاركة في شعائر وطقوس الكفار، وهذا من البدع المنهي عنها في الإسلام.

3. أن حضور حفلات عيد الميلاد يُعزز الشعور بالفرقة والاختلاف بين المسلمين والمسيحيين، ويُضعف من الصلات بينهما.

حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد:

أما بالنسبة لحكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، فقد ذهب بعض العلماء إلى جواز تهنئتهم، مستندين إلى أن ذلك يُعتبر من مظاهر التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، وليس له أي صلة بالشعائر الدينية المسيحية.

بينما ذهب فريق آخر من العلماء إلى منع تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، مستندين إلى أن ذلك يُعتبر من الإقرار بأعياد الكفار، وهذا من البدع المنهي عنها في الإسلام.

الخلاصة:

إن حكم الاحتفال بعيد الميلاد وتزيين المنزل به وتبادل الهدايا بين المسيحيين والمسلمين وحضور حفلات عيد الميلاد يختلف باختلاف وجهات نظر العلماء. ويبقى الأمر في النهاية متروكًا لكل فرد ليتخذ القرار الذي يراه مناسبًا له.

أضف تعليق