حكم اكل الحلزون

حكم اكل الحلزون

المقدمة:

الحلزون من الرخويات التي تعيش في الماء العذب أو المالح، ويتكون من صدفة صلبة تحمي جسده الرخو، ويلحق بعض الناس كثير من العيوب بهذا الكائن الحي، ويُحرّم البعض الآخر تناوله، إلّا أن ديننا الحنيف لم يُحرّم أكل الحلزون صراحةً، حيث وُجِدَ أن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما سئل عن الحلزون، قال: “هو من الطيبات”، كما ورد ذلك في “صحيح مسلم”، ولذا تناول الحلزون مُباحٌ وفقًا للشريعة الإسلامية، ولكن هناك آراء فقهية مُختلفة بهذا الشأن.

حكم أكل الحلزون في الشريعة الإسلامية:

1. رأي الجمهور:

– اتفق جمهور الفقهاء على أن أكل الحلزون حلالٌ طيّبٌ، وذلك لأن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أجاز أكل الحلزون.

– وقد جاء في “صحيح مسلم” أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أُحِلَّتْ لنا ميتتان: السمك والجراد، وأُحِلَّ لنا طائران: الجراد والضب”، وعلى الرغم من أن الحلزون لا يُعتبر سمكًا أو جرادًا أو ضبًا، إلّا أن هذا الحديث يدل على أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد أذن بأكل ما يُباح أكله من الحيوانات التي لا تُؤذي الإنسان.

– يُعد الحلزون من الرخويات التي لا تسبب الضرر للإنسان، ولا تُصنَّف على أنها حيوانات مؤذية أو ضارة، وبالتالي فهي مُباحة الأكل وفقًا للشريعة الإسلامية.

2. رأي الإمام مالك:

– حرم الإمام مالك أكل الحلزون، وذلك لأنه اعتبر أن الحلزون من الحيوانات التي تتغذى على النجاسات، وبالتالي فهو نجسٌ.

– وقد استند الإمام مالك في رأيه إلى أن الحلزون يتغذى على الفضلات والمخلفات العضوية، الأمر الذي يجعله غير طاهر شرعًا.

– ولم يُؤيد جمهور الفقهاء رأي الإمام مالك، حيث أكد الكثير منهم أن الحلزون لا يتغذى على النجاسات فقط، بل يتغذى أيضًا على النباتات والمواد العضوية الأخرى التي لا تُعتبر نجسة.

3. رأي الإمام الشافعي:

– حرم الإمام الشافعي أكل الحلزون، وذلك لأنه اعتبر أن الحلزون من الحشرات، وبالتالي فهو محرّم الأكل.

– وقد استند الإمام الشافعي في رأيه إلى أن الحلزون يتشابه في صفاته مع الحشرات الأخرى، مثل وجود جسم مُقسَّم إلى ثلاثة أجزاء ورأس مُزود بزوج من الهوائيات.

– ولم يُؤيد جمهور الفقهاء رأي الإمام الشافعي، حيث أكدوا أن الحلزون لا يُعتبر من الحشرات، بل هو من الرخويات، وبالتالي فهو مُباح الأكل وفقًا للشريعة الإسلامية.

4. رأي الإمام أحمد بن حنبل:

– قال الإمام أحمد بن حنبل بأن أكل الحلزون جائزٌ ومُباحٌ، وذلك لأن الحلزون من الرخويات التي لا تُعتبر ضارةً للإنسان.

– وقد استند الإمام أحمد في رأيه إلى أن الحلزون لا يُسبب أي ضرر للإنسان إذا تناوله، وبالتالي فهو مُباح الأكل.

– اتفق جمهور الفقهاء مع رأي الإمام أحمد، حيث أكدوا أن الحلزون لا يُعتبر من الحيوانات الضارة، وبالتالي فهو مُباح الأكل وفقًا للشريعة الإسلامية.

5. شروط أكل الحلزون:

– يجب أن يكون الحلزون حيًا عند تناوله، وذلك لأن الحلزون الميت يُعتبر ميتةً محرّمةً للأكل.

– يجب أن يُطهى الحلزون على نار عالية لمدة كافية للتخلص من أي جراثيم أو بكتيريا قد تكون موجودة فيه.

– يجب أن يتم تنظيف الحلزون جيدًا قبل تناوله، وذلك لإزالة أي أوساخ أو شوائب قد تكون عالقة به.

6. الفوائد الغذائية للحلزون:

– يحتوي الحلزون على نسبة عالية من البروتين، والذي يُعتبر من أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.

– يحتوي الحلزون على نسبة عالية من الكالسيوم، والذي يُعتبر ضروريًا لصحة العظام والأسنان.

– يحتوي الحلزون على نسبة عالية من الحديد، والذي يُعتبر ضروريًا لصحة الدم.

– يحتوي الحلزون على نسبة عالية من الفوسفور، والذي يُعتبر ضروريًا لصحة العظام والأسنان.

– يحتوي الحلزون على نسبة عالية من البوتاسيوم، والذي يُعتبر ضروريًا لعمل القلب والأعصاب.

7. الأضرار الصحية للحلزون:

– قد يتسبب الحلزون في بعض الأضرار الصحية إذا لم يتم تناوله بشكل صحيح أو إذا كان ملوثًا بالجراثيم.

– قد يتسبب الحلزون في التسمم الغذائي إذا لم يتم طهيه على نار عالية لمدة كافية.

– قد يتسبب الحلزون في الحساسية لدى بعض الأشخاص الذين يُعانون من حساسية تجاه الرخويات.

الخلاصة:

الحلزون من الرخويات التي تناولها الإنسان منذ القدم، وقد أجمع جمهور الفقهاء على جواز أكل الحلزون إلا الإمام مالك والإمام الشافعي، حيث حرمه الإمام مالك لأنه اعتبر أنه يتغذى على النجاسات، بينما حرمه الإمام الشافعي لأنه اعتبره من الحشرات، إلا أن الإمام أحمد بن حنبل أباحه، وقد بين الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن ميتتان طيّبتان للأكل وهما السمك والجراد، وعلى الرغم من أن الحلزون لا يعتبر سمكًا أو جرادًا إلا أنه أجاز أكل كل ما ليس بضار للمسلم.

أضف تعليق