حكم الاستثناء في اليمين

No images found for حكم الاستثناء في اليمين

حكم الاستثناء في اليمين

المقدمة:

اليمين في اللغة هي الحلف بالله تعالى، وهي في الشرع هي القول الصادر عن الإنسان مقصوداً به التعظيم، ويُقسم الإنسان بربه في المواقف المختلفة، إلا أنه قد يرغب في استثناء بعض الأمور من يمينه، بحيث لا يدخل الاستثناء في حكم اليمين، فما حكم الاستثناء في اليمين؟ هذا ما سنوضحه في هذا المقال.

أقسام الاستثناء في اليمين:

يقسم العلماء الاستثناء في اليمين إلى قسمين:

1. الاستثناء المتصل: وهو ما يأتي عقب اليمين مباشرة، ونحوه قول القائل: “والله لأفعلن كذا إلا كذا”، أو “والله لأعطينك كذا إلا كذا”.

2. الاستثناء المنفصل: وهو ما يأتي بعد اليمين بفاصل زمني، ونحوه قول القائل: “والله لأفعلن كذا”، ثم يقول بعد فترة: “إلا أن يحدث شيء يمنعني”.

حكم الاستثناء المتصل:

1. الاستثناء الصريح: وهو ما يكون بلفظ صريح بالاستثناء، نحو “إلا” و”لكن” و”غير” و”سوى” ونحوها، نحو قول القائل: “والله لأفعلن كذا إلا كذا”.

2. الاستثناء الضمني: وهو ما يكون بلفظ لا يدل على الاستثناء صراحة، لكنه يدل عليه ضمناً، نحو قول القائل: “والله لأفعلن كذا إن شاء الله”، أو “والله لأفعلن كذا ما لم يمنعني مانع”، فهذه العبارات تدل على الاستثناء ضمناً.

حكم الاستثناء المنفصل:

1. الاستثناء الصريح: وهو ما يكون بلفظ صريح بالاستثناء، نحو “إلا” و”لكن” و”غير” و”سوى” ونحوها، نحو قول القائل: “والله لأفعلن كذا”، ثم يقول بعد فترة: “إلا أن يحدث شيء يمنعني”.

2. الاستثناء الضمني: وهو ما يكون بلفظ لا يدل على الاستثناء صراحة، لكنه يدل عليه ضمناً، نحو قول القائل: “والله لأفعلن كذا إن شاء الله”، أو “والله لأفعلن كذا ما لم يمنعني مانع”، فهذه العبارات تدل على الاستثناء ضمناً.

شروط الاستثناء في اليمين:

1. أن يكون الاستثناء من جنس اليمين: فلا يجوز استثناء ما ليس من جنس اليمين، نحو أن يحلف الإنسان أن لا يشرب الخمر، ثم يستثني الماء.

2. أن يكون الاستثناء مما يمكن وقوعه: فلا يجوز استثناء ما لا يمكن وقوعه، نحو أن يحلف الإنسان أن لا يموت، ثم يستثني موته.

3. أن يكون الاستثناء بلفظ الاستثناء: فلا يجوز استثناء ما ليس بلفظ الاستثناء، نحو أن يحلف الإنسان أن لا يفعل شيئاً، ثم يقول: “لكنني سأفعله”، فهذه ليست بصيغة الاستثناء.

حالات جواز الاستثناء في اليمين:

1. إذا نسي المحلوف عليه شيئاً عند الحلف: فيجوز له أن يستثنيه بعد ذلك، نحو أن يحلف الإنسان أن لا يأكل شيئاً، ثم يتذكر أنه نسي استثناء الخبز، فيجوز له أن يستثني الخبز.

2. إذا طرأ أمر لم يكن في حسبان المحلوف عليه: فيجوز له أن يستثنيه بعد ذلك، نحو أن يحلف الإنسان أن لا يسافر، ثم يطرأ عليه مرض يستوجب سفره، فيجوز له أن يستثني السفر.

3. إذا أكره المحلوف عليه على الحلف: فيجوز له أن يستثني ما شاء، حتى ولو كان الاستثناء صريحاً.

حالات عدم جواز الاستثناء في اليمين:

1. إذا كان الاستثناء صريحاً في غير محله: فلا يجوز الاستثناء الصريح إلا إذا كان من جنس اليمين ويمكن وقوعه، نحو أن يحلف الإنسان أن لا يشرب الخمر، ثم يستثني الماء.

2. إذا كان الاستثناء من جنس اليمين ولكنه غير ممكن الوقوع: فلا يجوز الاستثناء من جنس اليمين إذا كان غير ممكن الوقوع، نحو أن يحلف الإنسان أن لا يموت، ثم يستثني موته.

3. إذا كان الاستثناء بلفظ غير لفظ الاستثناء: فلا يجوز استثناء ما ليس بلفظ الاستثناء، نحو أن يحلف الإنسان أن لا يفعل شيئاً، ثم يقول: “لكنني سأفعله”، فهذه ليست بصيغة الاستثناء.

الآثار المترتبة على الاستثناء في اليمين:

1. بطلان اليمين: إذا كان الاستثناء صريحاً أو ضمناً، وكان من جنس اليمين ويمكن وقوعه، فإن اليمين تبطل، ولا يجب على المحلوف عليه شيء.

2. تحريم الاستثناء: إذا كان الاستثناء صريحاً في غير محله، أو كان من جنس اليمين ولكنه غير ممكن الوقوع، أو كان بلفظ غير لفظ الاستثناء، فإن الاستثناء لا يجوز، ويجب على المحلوف عليه الوفاء بيمينه.

3. وجوب الوفاء باليمين: إذا كان الاستثناء مستثنىً من جنس اليمين وممكن الوقوع، فإن اليمين لا تبطل، ويجب على المحلوف عليه الوفاء بها.

الخاتمة:

الاستثناء في اليمين جائز في بعض الحالات، ولا يجوز في حالات أخرى، وقد بينا في هذا المقال أقسام الاستثناء في اليمين، وشروطه، وحالات جوازه وعدم جوازه، والآثار المترتبة عليه. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والرشاد.

أضف تعليق