حكم الاستماع للموسيقى

حكم الاستماع للموسيقى

مقدمة:

تعتبر الموسيقى من الفنون القديمة التي رافقت الإنسان عبر العصور، ولها تأثيرٌ عميقٌ على النفس البشرية. وهي ظاهرة عالمية موجودة في كل ثقافة، وقد استُخدمت في طقوس دينية وثقافية واجتماعية مختلفة. ومع تطور المجتمعات، ظهرت آلات موسيقية جديدة وأنواع موسيقية مختلفة، وأصبحت الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من الناس. ولكن مع ذلك، هناك اختلاف كبير في وجهات النظر حول حكم الاستماع للموسيقى في الإسلام.

القرآن الكريم والسنة النبوية:

لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم يحرم الاستماع للموسيقى، ولكن هناك بعض الآيات التي يمكن تفسيرها على أنها تدل على تحريمها. ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ”، ويقول تعالى أيضًا: “فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تُعْدِلُوا”.

أقوال الصحابة والتابعين:

اختلف الصحابة والتابعون في حكم الاستماع للموسيقى، فمنهم من حرمها مطلقًا ومنهم من أباحها بشروط. من الذين حرموها مطلقًا سيدنا علي بن أبي طالب، فقد قال: “الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب”. ومن الذين أباحوها بشروط سيدنا أبو بكر الصديق، فقد قال: “لا بأس بالغناء إذا كان من غير آلة ولا لهو”.

أدلة تحريم الاستماع للموسيقى:

هناك العديد من الأدلة التي يمكن الاستناد إليها لتحريم الاستماع للموسيقى، ومن هذه الأدلة ما يلي:

1. الأدلة القطعية من القرآن والسنة: هناك بعض الآيات والأحاديث التي تدل بشكل واضح على تحريم الاستماع للموسيقى، ومنها قوله تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ”، ويقول تعالى أيضًا: “فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تُعْدِلُوا”.

2. الأدلة العقلية: يمكن الاستدلال بالعقل على تحريم الاستماع للموسيقى، لأنها تؤدي إلى انصراف القلب عن ذكر الله تعالى، وتلهيه عن الطاعات والفرائض. كما أنها تؤدي إلى إثارة الشهوات والغرائز، وتدفع إلى ارتكاب المعاصي والمنكرات.

3. الأدلة النقلية: هناك العديد من الأحاديث التي تدل على تحريم الاستماع للموسيقى، ومنها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: “لأن يأكل أحدكم على قارعة الطريق خير له من أن يستمع إلى الغناء”.

أدلة إباحة الاستماع للموسيقى:

هناك بعض الأدلة التي يمكن الاستناد إليها لإباحة الاستماع للموسيقى، ومن هذه الأدلة ما يلي:

1. عدم وجود نص صريح في القرآن الكريم يحرم الاستماع للموسيقى: لا يوجد في القرآن الكريم أي نص صريح يحرم الاستماع للموسيقى، بل إن هناك بعض الآيات التي يمكن تفسيرها على أنها تدل على إباحتها. ومن هذه الآيات قوله تعالى: “ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين”، وقوله تعالى أيضًا: “وزينوا لكم الحياة الدنيا”.

2. إباحة الغناء في بعض الأحاديث النبوية: هناك بعض الأحاديث النبوية التي تدل على إباحة الغناء في بعض الحالات، ومنها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: “لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واستقبله الأنصار بالدفوف، قال: ما هذا؟ قالوا: هذا عرس. قال: ألكل عروس منكم مثل هذا؟ قالوا: لا. قال: فما بال المدينة تزف عروسها وهي لا مثل لها؟”.

3. إجماع بعض الصحابة والتابعين على إباحة الاستماع للموسيقى: أجمع بعض الصحابة والتابعين على إباحة الاستماع للموسيقى، ومنهم سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا علي بن أبي طالب.

الاستماع للموسيقى والأخلاق:

يؤثر الاستماع للموسيقى على أخلاق الإنسان بشكل كبير. فالموسيقى التي تدعو إلى الخير والفضيلة والقيم الأخلاقية لها تأثير إيجابي على النفس، وتساعد على تنمية الأخلاق الحميدة وإبعاد الأخلاق السيئة. أما الموسيقى التي تدعو إلى الشر والرذيلة والمعاصي لها تأثير سلبي على النفس، وتساعد على تنمية الأخلاق السيئة وإبعاد الأخلاق الحميدة.

الاستماع للموسيقى والصحة العقلية:

يؤثر الاستماع للموسيقى على الصحة العقلية للإنسان بشكل كبير. فالموسيقى الهادئة والهادئة لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية، وتساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر والقلق والأرق. أما الموسيقى الصاخبة والصاخبة لها تأثير سلبي على الصحة العقلية، وتساعد على زيادة التوتر والقلق والأرق.

الاستماع للموسيقى والصحة الجسدية:

يؤثر الاستماع للموسيقى على الصحة الجسدية للإنسان بشكل كبير. فالموسيقى الهادئة والهادئة لها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية، وتساعد على خفض ضغط الدم وتقليل معدل ضربات القلب وتحسين الدورة

أضف تعليق