حكم الاطلاع على الابراج

حكم الاطلاع على الابراج

الاطلاع على الأبراج

يعتبر الاطلاع على الأبراج من أكثر الأمور شيوعًا في العالم العربي، حيث يعتقد الكثيرون أن الأبراج يمكن أن تؤثر على حياتهم وتوقعاتهم. وفي هذا المقال، سنتحدث عن حكم الاطلاع على الأبراج في الإسلام، وما هي آراء العلماء والفقهاء في هذا الأمر.

أولاً: تعريف الأبراج:

الأبراج هي تقسيم دائرة البروج إلى اثني عشر جزءًا متساويًا، ولكل جزء اسم ورمز خاص به. ويعتقد المنجمون أن موقع النجوم والكواكب في هذه الأبراج يمكن أن يؤثر على حياة الناس ومسار أحداثهم.

ثانياً: حكم الاطلاع على الأبراج في الإسلام:

اختلف العلماء والفقهاء في حكم الاطلاع على الأبراج، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه. ويمكن تلخيص آراء العلماء في هذا الأمر في النقاط التالية:

1. حرم بعض العلماء الاطلاع على الأبراج، واعتبروه نوعًا من الكهانة والشعوذة، لأن المنجمين يدعون معرفة الغيب، وهذا أمر لا يعلمه إلا الله وحده.

2. أجاز بعض العلماء الاطلاع على الأبراج، بشرط ألا يكون هناك اعتقاد بأن الأبراج تؤثر على حياة الناس، لأن هذا يعتبر شركًا بالله تعالى.

3. ذهب بعض العلماء إلى أن الاطلاع على الأبراج جائز إذا كان بهدف الاستمتاع والتسلية فقط، ولا يؤخذ على محمل الجد.

ثالثاً: الأدلة على تحريم الاطلاع على الأبراج:

هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على تحريم الاطلاع على الأبراج، ومنها:

1. قال الله تعالى في سورة الأنعام: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَرْجُو أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ”. فهذه الآية تدل على أن الله وحده هو الذي يملك قدرة الشفاء والإماتة والإحياء وغفران الذنوب، ولا يجوز اللجوء إلى غيره في ذلك.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”. فهذا الحديث يدل على أن اللجوء إلى العرافين والمنجمين من الأمور المحرمة، لأنهم يدعون معرفة الغيب، وهذا أمر لا يعلمه إلا الله وحده.

3. قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “الكهانة والشعبذة والكيمياء حرام”. فالكهانة هي ادعاء معرفة الغيب، وهذا أمر لا يجوز إلا لله وحده.

رابعاً: الأدلة على جواز الاطلاع على الأبراج:

هناك بعض العلماء الذين أجازوا الاطلاع على الأبراج، بشرط ألا يكون هناك اعتقاد بأن الأبراج تؤثر على حياة الناس، لأن هذا يعتبر شركًا بالله تعالى. ومن الأدلة التي يستدلون بها على ذلك:

1. قال الله تعالى في سورة الرعد: “وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ”. فهذه الآية تدل على أن الغيب لا يعلمه إلا الله وحده، ولا يجوز اللجوء إلى غيره لمعرفة الغيب.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما النجوم أعلام للملاحين”. فهذا الحديث يدل على أن النجوم يمكن استخدامها في الملاحة البحرية، ولا مانع من الاطلاع عليها لهذا الغرض.

3. قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “الأبراج والنجوم لا تأثير لها في حياة الناس، ولكنها قد تكون علامات على حدوث بعض الأحداث”. وهذا يعني أن الاطلاع على الأبراج جائز إذا كان بهدف الاستمتاع والتسلية فقط، ولا يؤخذ على محمل الجد.

خامساً: الرد على الشبهات حول الاطلاع على الأبراج:

هناك بعض الشبهات التي يثيرها البعض لتبرير الاطلاع على الأبراج، ومنها:

1. الشبهة الأولى: أن الأبراج لا تؤثر على حياة الناس، ولذلك فلا مانع من الاطلاع عليها.

الرد: صحيح أن الأبراج لا تؤثر على حياة الناس، ولكن الاطلاع عليها قد يسبب لهم القلق والتوتر، وقد يتخذون قرارات خاطئة بناءً على ما يقرأونه في الأبراج.

2. الشبهة الثانية: أن الاطلاع على الأبراج بهدف الاستمتاع والتسلية فقط، ولا يؤخذ على محمل الجد.

الرد: حتى لو كان الاطلاع على الأبراج بهدف الاستمتاع والتسلية فقط، إلا أنه قد يسبب للإنسان نوعًا من الإدمان، وقد يؤدي إلى اعتقاده بأن الأبراج تؤثر على حياته.

3. الشبهة الثالثة: أن بعض الأبراج تتوافق مع الواقع، وهذا دليل على صحة الأبراج.

الرد: لا يوجد دليل علمي واحد يدعم صحة الأبراج، والتوافق بين بعض الأبراج والواقع قد يكون مجرد صدفة.

سادساً: موقف الإسلام من الأبراج:

موقف الإسلام من الأبراج واضح وصريح، وهو تحريم الاطلاع عليها والاعتقاد بأنها تؤثر على حياة الناس. وهذا التحريم مبني على الأدلة الشرعية التي ذكرناها سابقًا.

سابعاً: الخاتمة:

إن الاطلاع على الأبراج من الأمور المحرمة في الإسلام، لأنها تتضمن دعوى معرفة الغيب، وهذا أمر لا يعلمه إلا الله وحده. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللجوء إلى العرافين والمنجمين، لأنهم يدعون معرفة الغيب، وهذا أمر لا يجوز إلا لله وحده.

أضف تعليق