حكم الافتاء بغير علم

No images found for حكم الافتاء بغير علم

حكم الإفتاء بغير علم

مقدمة:

يُعد الإفتاء في المسائل الشرعية من الأمور العظيمة التي ينبغي للمفتي أن يتحلى بها ويتأنى فيها، لما له من دور كبير في توجيه الناس وإرشادهم إلى الصواب، لما ثبت عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وفي رواية أخرى عند ابن ماجه: (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب).

1. أهمية العلم في الإفتاء:

– العلم هو الأساس الذي يقوم عليه الإفتاء، فلا يجوز للمرء أن يفتي في مسألة شرعية إلا إذا كان عالماً بها علماً تاماً شاملاً.

– العلم يقي المفتي من الخطأ والزلل، فالمفتي الجاهل قد يقع في أخطاء فادحة تؤدي إلى ضلال الناس وإفساد عقائدهم وأخلاقهم.

– العلم يجعل المفتي قادراً على الإجابة عن أسئلة المستفتين بشكل صحيح ودقيق، فالمفتي الجاهل قد لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة بشكل صحيح أو قد يكتفي بتوجيه المستفتي إلى مفتٍ آخر.

2. شروط المفتي:

1. العلم: يجب أن يكون المفتي عالماً بالشريعة الإسلامية علماً تاماً شاملاً، وأن يكون مطلعاً على أقوال الفقهاء وأدلتهم، وأن يكون قادراً على الاستنباط والاجتهاد.

2. التقوى: يجب أن يكون المفتي تقياً ورعاً، وأن يكون ملتزماً بأحكام الشرع ظاهراً وباطناً، وأن يكون بعيداً عن الهوى والشهوات.

3. العقل: يجب أن يكون المفتي عاقلاً رشيداً، وأن يكون قادراً على فهم المسائل الشرعية وإدراك معانيها.

4. البلاغة: يجب أن يكون المفتي بليغاً قادراً على إيصال أفكاره إلى المستفتين بشكل واضح ومفهوم، وأن يكون قادراً على الإقناع والحجاج.

3. أسباب تحريم الإفتاء بغير علم:

1. تعريض الناس للخطأ والزلل: قد يؤدي إفتاء الجاهل إلى وقوع الناس في الخطأ والزلل، وذلك بسبب عدم علمه بالأحكام الشرعية الصحيحة.

2. إفساد العقائد والأخلاق: قد يؤدي إفتاء الجاهل إلى إفساد عقائد الناس وأخلاقهم، وذلك بسبب فتواه بجواز أمور محرمة أو تحريم أمور مباحة.

3. إلحاق الضرر بالناس: قد يؤدي إفتاء الجاهل إلى إلحاق الضرر بالناس، وذلك بسبب فتاواه الخاطئة التي قد تؤدي إلى خسائر مالية أو مشاكل اجتماعية أو غيرها.

4. عقوبة المفتي بغير علم:

1. الإثم والوزر: يحمل المفتي بغير علم إثم ووزر الفتوى الخاطئة، ويكون مسئولاً عن كل من عمل بفتواه.

2. اللعن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب).

3. الخزي والفضيحة: قد يعاقب المفتي بغير علم بالخزي والفضيحة، وذلك بسبب أخطائه وفتاواه الخاطئة.

5. نصائح للمفتي:

1. لا تفتِ إلا فيما علمت: يجب على المفتي أن يتأكد من علمه بالمسألة التي يُسأل عنها قبل أن يفتي فيها، فإذا لم يكن عالماً بها فعليه أن يوجه المستفتي إلى مفتٍ آخر.

2. استعن بالكتب والمراجع: إذا لم يكن المفتي عالماً بالمسألة التي يُسأل عنها فعليه أن يستعين بالكتب والمراجع الفقهية للتأكد من صحة فتواه.

3. احذر من الهوى والشهوات: يجب على المفتي أن يحذر من الهوى والشهوات، وأن يفتي وفقاً للأحكام الشرعية الصحيحة، لا وفقاً لأهوائه الشخصية أو مصالحه الخاصة.

6. نصائح للمستفتي:

1. لا تسأل إلا من علم: يجب على المستفتي أن يتأكد من علم المفتي الذي يسأله قبل أن يقبل فتواه، فإذا لم يكن المفتي عالماً فعليه أن يوجه المستفتي إلى مفتٍ آخر.

2. اطلب الدليل: يحق للمستفتي أن يطلب من المفتي الدليل على فتواه، فإذا لم يستطع المفتي إثبات فتواه بالدليل الصحيح فعلى المستفتي أن لا يقبل فتواه.

3. لا تتبع الهوى: يجب على المستفتي أن لا يتبع الهوى في اختيار المفتي الذي يسأله، بل عليه أن يختار المفتي الذي يشتهر بالعلم والتقوى.

الخاتمة:

الإفتاء بغير علم من الأمور الخطيرة التي لها عواقب وخيمة على المفتي والمستفتي، ولذلك يجب على المفتي أن يتأكد من علمه بالمسألة التي يُسأل عنها قبل أن يفتي فيها، وإذا لم يكن عالماً بها فعليه أن يوجه المستفتي إلى مفتٍ آخر، كما يجب على المستفتي أن يتأكد من علم المفتي الذي يسأله قبل أن يقبل فتواه، وأن لا يسأل إلا من علم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *