حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت هيئة كبار العلماء

حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت هيئة كبار العلماء

حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت بحسب هيئة كبار العلماء

مقدمة:

التبرع بالأعضاء بعد الموت هو عملية أخذ أعضاء أو أنسجة من متبرع متوفى لزرعها في مريض حي يحتاج إليها. وقد أصبح هذا الإجراء منقذًا للحياة بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من فشل في الأعضاء. ومع ذلك، هناك العديد من الأسئلة الأخلاقية والدينية التي أثيرت حول التبرع بالأعضاء بعد الموت، والتي أجابت عنها هيئة كبار العلماء في السعودية.

أولاً: حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت:

أجازت هيئة كبار العلماء التبرع بالأعضاء بعد الموت، بشرط أن يتم ذلك وفق الضوابط الشرعية والقانونية. كما أكدت على أن التبرع بالأعضاء لا يجوز إلا بعد التأكد من وفاة المتبرع موتًا سريريًا لا رجعة فيه.

ثانيًا: ضوابط التبرع بالأعضاء بعد الموت:

حددت هيئة كبار العلماء عدة ضوابط للتبرع بالأعضاء بعد الموت، ومن أبرزها:

– يجب أن يكون المتبرع بالغًا عاقلًا، وأن يكون قد أبدى موافقته على التبرع بشكل صريح.

– يجب أن يتم التبرع بالأعضاء بعد التأكد من وفاة المتبرع موتًا سريريًا لا رجعة فيه.

– يجب أن يتم التبرع بالأعضاء في مراكز ومستشفيات متخصصة، وبإشراف أطباء مختصين.

– يجب أن يتم التبرع بالأعضاء للمرضى المحتاجين إليها دون تمييز بينهم بسبب العرق أو الدين أو الجنس أو أي اعتبارات أخرى.

ثالثًا: أولوية التبرع بالأعضاء:

وضعت هيئة كبار العلماء أولويات للتبرع بالأعضاء بعد الموت، ومن أبرزها:

– الأولوية للأقارب من الدرجة الأولى للمتبرع.

– الأولوية للمرضى الذين يعانون من فشل في الأعضاء والمهددين بالموت.

– الأولوية للمرضى الذين لديهم فرصة أكبر للنجاح بعد عملية الزرع.

رابعًا: التبرع بالأعضاء من الأطفال:

أجازت هيئة كبار العلماء التبرع بالأعضاء من الأطفال بعد الموت، بشرط أن يتم ذلك وفق الضوابط الشرعية والقانونية. كما أكدت على أنه لا يجوز التبرع بالأعضاء من الأطفال إلا إذا كان ذلك ضروريًا لإنقاذ حياتهم.

خامسًا: حكم بيع وشراء الأعضاء:

حرمت هيئة كبار العلماء بيع وشراء الأعضاء بعد الموت، واعتبرته من المحرمات الشرعية. كما أكدت على أن التبرع بالأعضاء يجب أن يكون مجانيًا، وأن لا يتم استغلاله لتحقيق مكاسب مالية.

سادسًا: موقف هيئة كبار العلماء من التبرع بالأعضاء للمرضى غير المسلمين:

أجازت هيئة كبار العلماء التبرع بالأعضاء للمرضى غير المسلمين، بشرط أن يتم ذلك وفق الضوابط الشرعية والقانونية. كما أكدت على أن التبرع بالأعضاء للمرضى غير المسلمين لا يجوز إلا إذا كان ذلك ضروريًا لإنقاذ حياتهم.

سابعًا: حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت في الإسلام:

أجمع علماء المسلمين على أن التبرع بالأعضاء بعد الموت جائز شرعًا، وذلك بناءً على العديد من الأدلة الشرعية، ومن أبرزها:

– قول الله تعالى: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” [المائدة: 32].

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” [رواه مسلم].

خاتمة:

التبرع بالأعضاء بعد الموت هو عمل إنساني نبيل ينقذ حياة الكثير من المرضى ويخفف آلامهم. وقد أجازت هيئة كبار العلماء في السعودية التبرع بالأعضاء بعد الموت وفق الضوابط الشرعية والقانونية، وذلك لما فيه من مصلحة كبيرة للفرد والمجتمع.

أضف تعليق