حكم التبرع عن طريق الرسائل النصية

حكم التبرع عن طريق الرسائل النصية

حكم التبرع عن طريق الرسائل النصية

مقدمة

تعتبر الرسائل النصية واحدة من أكثر الطرق شيوعًا للتواصل في العالم اليوم. يستخدمها الناس لإرسال واستقبال الرسائل والصور ومقاطع الفيديو وغيرها من أشكال المحتوى. كما تُستخدم الرسائل النصية أيضًا كطريقة للتبرع للجمعيات الخيرية والمؤسسات غير الربحية الأخرى.

أنواع التبرعات عن طريق الرسائل النصية

هناك نوعان رئيسيان للتبرعات عن طريق الرسائل النصية:

التبرعات المباشرة: وهي التبرعات التي يتم إجراؤها مباشرة إلى مؤسسة خيرية أو منظمة غير ربحية. عادةً ما يتم ذلك عن طريق إرسال رسالة نصية إلى رقم محدد مع مبلغ التبرع.

التبرعات غير المباشرة: وهي التبرعات التي يتم إجراؤها من خلال مزود خدمة الهاتف المحمول. عادةً ما يتم ذلك عن طريق إرسال رسالة نصية إلى رقم محدد مع كلمة رئيسية معينة. يقوم مزود خدمة الهاتف المحمول بعد ذلك بالتبرع بمبلغ معين من المال إلى مؤسسة خيرية أو منظمة غير ربحية نيابة عن العميل.

مزايا التبرع عن طريق الرسائل النصية

هناك العديد من المزايا للتبرع عن طريق الرسائل النصية، ومنها:

السهولة: يمكن إرسال التبرعات عن طريق الرسائل النصية في أي وقت ومن أي مكان. لا حاجة إلى الذهاب إلى البنك أو ملء استمارة التبرع.

السرعة: تتم معالجة التبرعات عن طريق الرسائل النصية على الفور تقريبًا. وهذا يعني أن المؤسسة الخيرية أو المنظمة غير الربحية ستتلقى التبرع على الفور.

الأمان: تعد التبرعات عن طريق الرسائل النصية آمنة للغاية. يتم تشفير معلومات التبرع الخاصة بك حتى لا تتمكن أي جهة أخرى من الوصول إليها.

عيوب التبرع عن طريق الرسائل النصية

هناك أيضًا بعض العيوب للتبرع عن طريق الرسائل النصية، ومنها:

التكلفة: قد يتقاضى مزودو خدمة الهاتف المحمول رسومًا مقابل إرسال رسائل نصية إلى الأرقام الخيرية.

حدود المبلغ: قد يكون هناك حد أقصى لمبلغ التبرع الذي يمكنك تقديمه من خلال الرسائل النصية.

صعوبة تتبع التبرعات: قد يكون من الصعب تتبع التبرعات التي يتم إجراؤها عن طريق الرسائل النصية.

حكم التبرع عن طريق الرسائل النصية في الإسلام

اختلف العلماء في حكم التبرع عن طريق الرسائل النصية في الإسلام، فمنهم من أجازه ومنهم من كرهه ومنهم من حرمه.

الأدلة على جواز التبرع عن طريق الرسائل النصية

استدل المجيزون للتبرع عن طريق الرسائل النصية بجواز التبرع بالمال مطلقًا، سواء كان ذلك عن طريق الرسائل النصية أو غيرها من الطرق، مستدلين بقول الله تعالى: {وَأَنفِقُوا في سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].

الأدلة على كراهية التبرع عن طريق الرسائل النصية

استدل المكرهون للتبرع عن طريق الرسائل النصية بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه”، ورأوا أن التبرع عن طريق الرسائل النصية قد لا يكون عن طيب نفس المتبرع، خاصةً إذا كان لا يعلم إلى أين سيذهب تبرعه.

الأدلة على تحريم التبرع عن طريق الرسائل النصية

استدل المحرمون للتبرع عن طريق الرسائل النصية بأنها قد تؤدي إلى الإسراف في التبرع، خاصةً إذا كان المتبرع لا يعلم إلى أين سيذهب تبرعه. كما رأوا أن التبرع عن طريق الرسائل النصية قد يكون سببًا في استغلال بعض الجهات الخيرية لهذه الطريقة في جمع التبرعات.

الخلاصة

إن حكم التبرع عن طريق الرسائل النصية في الإسلام محل خلاف بين العلماء، فمنهم من أجازه ومنهم من كرهه ومنهم من حرمه. والأرجح أن التبرع عن طريق الرسائل النصية جائز إذا كان عن طيب نفس المتبرع وعلم إلى أين سيذهب تبرعه. أما إذا كان التبرع عن طريق الرسائل النصية عن غير طيب نفس المتبرع أو كان المتبرع لا يعلم إلى أين سيذهب تبرعه، فإن التبرع مكروه أو محرم.

أضف تعليق