حكم التعزية

حكم التعزية

التعزية في اللغة: هي إظهار الحزن والأسى لشخص مصاب بمصاب، وقد تكون بالقول أو الفعل أو كليهما.

والتعزية في الشرع: هي إظهار الحزن والأسى لشخص مصاب بمصاب، مع الدعاء له بالصبر والسلوان، والترحم على الميت إذا كان المصاب بسببه موت.

مشروعية التعزية

اتفق العلماء على مشروعية التعزية، واستدلوا على ذلك بما يلي:

قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، والتعزية من التعاون على البر.

قول النبي ﷺ: «من عزى مصابًا فله مثل أجره» [رواه الترمذي].

ممارسة النبي ﷺ للتعزية، فقد روى عنه أنه عزى سعد بن عبادة، وأم سعد، وعباس بن عبدالمطلب، وغيرهم.

أنواع التعزية

تنقسم التعزية إلى نوعين:

تعزية المقيم: وهي التعزية التي يقدمها شخص لمصاب في نفس المكان الذي يقيم فيه المصاب.

تعزية المسافر: وهي التعزية التي يقدمها شخص لمصاب في مكان غير المكان الذي يقيم فيه المصاب.

كيفية التعزية

للحديث عن كيفية التعزية، لابد من البداية بهذه النقطة:

الوقت المناسب للتعزية: يستحب تقديم التعزية للمصاب في أقرب وقت ممكن بعد وقوع المصاب، ولكن يجوز تأخير التعزية إلى وقت لاحق إذا كان ذلك لأسباب مقبولة، مثل وجود مانع شرعي يمنع التعزية، أو وجود مانع مادي يمنع الوصول إلى المصاب.

كيفية تقديم التعزية: ينبغي على المعزي أن يكون رقيقًا في كلامه، وأن يتجنب ذكر أي شيء قد يزيد من حزن المصاب، مثل قول: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، أو “إنا لله وإنا إليه راجعون”، أو “الله يرحمه”.

دعاء المعزي للمصاب: ينبغي على المعزي أن يدعو للمصاب بالصبر والسلوان، وأن يطلب من الله تعالى أن يرحم الميت ويغفر له، فيقول مثلًا: “اللهم صبر المصاب وافر الأجر، اللهم ارحم الميت واغفر له”.

آداب التعزية

ينبغي على المعزي مراعاة بعض الآداب عند تقديم التعزية، ومنها:

اختيار الوقت المناسب: ينبغي اختيار وقت مناسب لتقديم التعزية، بحيث يكون المصاب مستعدًا لتقبل التعزية ولا يكون مشغولًا بأمر آخر.

الظهور بمظهر لائق: ينبغي على المعزي أن يظهر بمظهر لائق عند تقديم التعزية، وأن يتجنب ارتداء الملابس غير اللائقة أو غير النظيفة.

التعزية بكلمات مناسبة: ينبغي على المعزي أن يختار كلمات مناسبة عند تقديم التعزية، وأن يتجنب ذكر أي شيء قد يزيد من حزن المصاب.

الجلوس مع المصاب: ينبغي على المعزي أن يجلس مع المصاب فترة من الوقت، وأن يستمع إلى حديثه ويواسيه ويخفف عنه.

مواساة المصاب: ينبغي على المعزي أن يواسي المصاب ويخفف عنه، وأن يذكره بالأجر والثواب الذي ينتظره عند الله تعالى.

أحكام التعزية

التعزية بالباطل: لا يجوز التعزية بالباطل، مثل التعزية بموت شخص لم يمت، أو التعزية بموت شخص مات بسبب ذنبه.

المبالغة في التعزية: لا يجوز المبالغة في التعزية، مثل البكاء والصراخ والعويل، لأن ذلك من النياحة المنهي عنها في الشرع.

التعزية للمبتدع: يجوز التعزية للمبتدع إذا كان مبتدعًا غير ضال، أما إذا كان مبتدعًا ضالًا، أي يكفر من خالفه، فلا يجوز التعزية له.

التعزية في السنة النبوية

ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين مشروعية التعزية وأهميتها، ومن هذه الأحاديث:

قوله ﷺ: «من عزى مصابًا فله مثل أجره» [رواه الترمذي].

قوله ﷺ: «خير الناس من عادى المرضى، وأطعم الجائع، وعزى المصاب» [رواه الترمذي].

قوله ﷺ: «من عزى أخاه بمصيبة أعطاه الله تعالى ستين ألف حسنة» [رواه أحمد].

الخاتمة

التعزية من الأخلاق الحميدة التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، وهي من سنن النبي ﷺ، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الفضائل والأجر العظيم لمن يعزي المصاب.

أضف تعليق