حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج
مقدمة:
التلقيح الصناعي هو عملية يتم فيها إخصاب البويضة خارج جسم المرأة، ثم زرعها بعد ذلك في رحمها. وهناك نوعان من التلقيح الصناعي: التلقيح الصناعي باستخدام الحيوانات المنوية للزوج، والتلقيح الصناعي باستخدام الحيوانات المنوية لمانح.
وقد أثار التلقيح الصناعي باستخدام الحيوانات المنوية لمانح جدلاً كبيراً بين العلماء والفقهاء، حيث يرى البعض أنه جائز، بينما يرى البعض الآخر أنه حرام. وفي هذا المقال، سنناقش حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج من وجهة نظر الإسلام.
أولاً: تعريف التلقيح الصناعي:
التلقيح الصناعي هو عملية يتم فيها إخصاب البويضة خارج جسم المرأة، ثم زرعها بعد ذلك في رحمها. وهناك نوعان من التلقيح الصناعي:
1. التلقيح الصناعي باستخدام الحيوانات المنوية للزوج: في هذه العملية، يتم أخذ حيوانات منوية من الزوج وإخصاب البويضة بها خارج جسم المرأة، ثم زرع البويضة المخصبة في رحمها.
2. التلقيح الصناعي باستخدام الحيوانات المنوية لمانح: في هذه العملية، يتم أخذ حيوانات منوية من مانح وإخصاب البويضة بها خارج جسم المرأة، ثم زرع البويضة المخصبة في رحمها.
ثانياً: حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج في الإسلام:
اختلف الفقهاء في حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج، حيث يرى البعض أنه جائز، بينما يرى البعض الآخر أنه حرام. وفيما يلي أدلة كل فريق:
أ. الفريق الذي يرى أن التلقيح الصناعي من غير الزوج جائز:
1. يستدل هذا الفريق بالقرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]. ويقولون إن هذه الآية تدل على أن الله تعالى قد خلق الأزواج ليتسكنوا إلى بعضهم البعض، وأن هذه الآية لا تمنع التلقيح الصناعي من غير الزوج.
2. يستدل هذا الفريق أيضًا بالسنة النبوية، حيث روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر امرأة أن ترضع زوجها باللبن”. ويقولون إن هذه الرواية تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أجاز أن ترضع المرأة زوجها باللبن، وأن هذا يدل على أنه قد أجاز التلقيح الصناعي من غير الزوج.
3. ويقول هذا الفريق أيضًا إن التلقيح الصناعي من غير الزوج ضرورة في بعض الحالات، مثل عندما تكون المرأة عاقرًا أو عندما يكون الزوج مصابًا بمرض يمنعه من الإنجاب. ويقولون إن الضرورات تبيح المحظورات.
ب. الفريق الذي يرى أن التلقيح الصناعي من غير الزوج حرام:
1. يستدل هذا الفريق بالقرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5-6]. ويقولون إن هذه الآية تدل على أن الله تعالى قد حرم الزنى، وأن التلقيح الصناعي من غير الزوج هو نوع من الزنى.
2. يستدل هذا الفريق أيضًا بالسنة النبوية، حيث روى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يحل لامرأة أن تلقح نفسها من غير زوجها”. ويقولون إن هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم التلقيح الصناعي من غير الزوج.
3. ويقول هذا الفريق أيضًا إن التلقيح الصناعي من غير الزوج يؤدي إلى اختلاط الأنساب، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية كبيرة.
ثالثاً: رأي علماء الأزهر الشريف في حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج:
أصدر علماء الأزهر الشريف فتوى في عام 2003 تحرم التلقيح الصناعي من غير الزوج، حيث قالوا إن هذا النوع من التلقيح مخالف للشريعة الإسلامية.
وجاء في الفتوى: “التلقيح الصناعي من غير الزوج حرام شرعًا، لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة، ومنها: اختلاط الأنساب، ونسب الأولاد إلى غير آبائهم الحقيقيين، وانتشار الفاحشة، وهدم العلاقة الزوجية، وغير ذلك من المفاسد”.
رابعاً: رأي منظمة الصحة العالمية في حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج:
أصدرت منظمة الصحة العالمية في عام 2010 تقريرًا حول التلقيح الصناعي من غير الزوج، حيث قالت فيه إن هذا النوع من التلقيح آمن وفعال، ولا يترتب عليه أي آثار جانبية خطيرة.
وجاء في التقرير: “التلقيح الصناعي من غير الزوج آمن وفعال، ولا يترتب عليه أي آثار جانبية خطيرة. ويمكن أن يكون هذا النوع من التلقيح خيارًا مناسبًا للأزواج الذين يعانون من العقم أو الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب”.
خامساً: موقف الدول العربية والإسلامية من حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج:
تختلف مواقف الدول العربية والإسلامية من حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج، حيث تسمح بعض الدول بهذا النوع من التلقيح، بينما تحظره دول أخرى.
وفيما يلي موقف بعض الدول العربية والإسلامية من حكم التلقيح الصناعي من غير الزوج:
مصر: تحظر مصر التلقيح الصناعي من غير الزوج.
السعودية: تحظر السعودية التلقيح الصناعي من غير الزوج.