مقدمة
الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي صلة العبد بربه، وهي فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل، وقد شرع الله تعالى الصلاة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أولى الصلاة عناية خاصة، فكان يحث أصحابه عليها، ويحرص على أدائها في وقتها.
أحكام الصلاة بالحذاء
اختلف الفقهاء في حكم الصلاة بالحذاء على قولين:
القول الأول: لا يجوز الصلاة بالحذاء، وهو الرأي الذي عليه جمهور الفقهاء، ومن أدلتهم:
1. الأحاديث الواردة في النهي عن الصلاة بالحذاء:
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في النعل والحذاء”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرا فليمسحهما ثم ليصل فيهما”.
2. الحكمة من النهي عن الصلاة بالحذاء:
إن النعل والحذاء قد يكونان نجسين في بعض الأحيان، وقد يكون عليهما غبار أو أوساخ، وهذا قد يؤدي إلى تلويث المسجد.
كما أن الصلاة بالحذاء قد تؤدي إلى انزعاج المصلين الآخرين، خاصة إذا كان الحذاء ذا كعب عالٍ أو له صوت مزعج.
القول الثاني: يجوز الصلاة بالحذاء إذا كان نظيفًا، وهو الرأي الذي عليه بعض الفقهاء، ومن أدلتهم:
1. الأحاديث الدالة على جواز الصلاة بالحذاء:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه إذا طينتا”.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه”.
2. الحكمة من جواز الصلاة بالحذاء:
إن النعل والحذاء قد يحمي القدمين من البرد أو الحرارة، وهذا قد يكون ضروريًا في بعض الأماكن والظروف.
كما أن الصلاة بالحذاء قد تسهل على بعض الناس أداء بعض الحركات في الصلاة، خاصة إذا كان الحذاء مريحًا.
شروط جواز الصلاة بالحذاء:
إذا أراد المسلم أن يصلي بالحذاء فيجب أن تتوفر الشروط التالية:
1. أن يكون الحذاء نظيفًا:
لا يجوز الصلاة بالحذاء إذا كان عليه نجاسة أو أوساخ، ويجب أن يكون نظيفًا تمامًا قبل الصلاة.
2. ألا يكون الحذاء ذا كعب عالٍ أو مزعج:
لا يجوز الصلاة بالحذاء إذا كان ذا كعب عالٍ أو له صوت مزعج، لأن ذلك قد يؤدي إلى انزعاج المصلين الآخرين.
3. ألا يكون الحذاء ضيقًا أو غير مريح:
يجب أن يكون الحذاء مريحًا حتى يتمكن المسلم من أداء الحركات المطلوبة في الصلاة بسهولة.
حكم الصلاة بالحذاء في الأماكن المختلفة:
اختلف الفقهاء في حكم الصلاة بالحذاء في الأماكن المختلفة على قولين:
القول الأول: لا يجوز الصلاة بالحذاء في المساجد، وهو الرأي الذي عليه جمهور الفقهاء، ومن أدلتهم:
الأحاديث الواردة في النهي عن الصلاة بالحذاء في المساجد.
الحكمة من النهي عن الصلاة بالحذاء في المساجد، وهي أن المسجد مكان مقدس يجب احترامه وعدم تلويثه.
القول الثاني: يجوز الصلاة بالحذاء في المساجد، وهو الرأي الذي عليه بعض الفقهاء، ومن أدلتهم:
الأحاديث الدالة على جواز الصلاة بالحذاء في المساجد.
الحكمة من جواز الصلاة بالحذاء في المساجد، وهي أن المساجد قد تكون باردة أو حارة، وقد يكون الصلاة بالحذاء ضروريًا لحماية القدمين.
حكم الصلاة بالحذاء للنساء:
اختلف الفقهاء في حكم الصلاة بالحذاء للنساء على قولين:
القول الأول: لا يجوز للنساء الصلاة بالحذاء، وهو الرأي الذي عليه جمهور الفقهاء، ومن أدلتهم:
الأحاديث الواردة في النهي عن الصلاة بالحذاء للنساء.
الحكمة من النهي عن الصلاة بالحذاء للنساء، وهي أن الحذاء قد يظهر زينة المرأة وقد يؤدي إلى الفتنة.
القول الثاني: يجوز للنساء الصلاة بالحذاء، وهو الرأي الذي عليه بعض الفقهاء، ومن أدلتهم:
الأحاديث الدالة على جواز الصلاة بالحذاء للنساء.
الحكمة من جواز الصلاة بالحذاء للنساء، وهي أن الحذاء قد يحمي القدمين من البرد أو الحرارة، وقد يكون الصلاة بالحذاء ضروريًا في بعض الأماكن والظروف.
حكم الصلاة بالحذاء في المذاهب الأربعة:
اختلف الفقهاء في المذاهب الأربعة في حكم الصلاة بالحذاء على النحو التالي:
1. المذهب الحنفي:
لا يجوز الصلاة بالحذاء إلا إذا كان نظيفًا ومريحًا، ولا يكون ذا كعب عالٍ أو صوت مزعج.
يجوز للمرأة أن تصلي بالحذاء إذا كان ساترا لزينتها ومريحًا.
2. المذهب المالكي:
لا يجوز الصلاة بالحذاء إلا لأسباب شرعية، مثل البرد أو المرض أو الحاجة إلى حماية القدمين من الأذى.
يجوز للمرأة أن تصلي بالحذاء إذا كان ساترا لزينتها ومريحًا.
3. المذهب الشافعي:
لا يجوز الصلاة بالحذاء إلا إذا كان نظيفًا ومريحًا، ولا يكون ذا كعب عالٍ أو صوت مزعج.
لا يجوز للمرأة أن تصلي بالحذاء إلا إذا كان ساترا لزينتها ومريحًا.
4. المذهب الحنبلي:
لا يجوز الصلاة بالحذاء إلا إذا كان نظيفًا ومريحًا، ولا يكون ذا كعب عالٍ أو صوت مزعج.
لا يجوز للمرأة أن تصلي بالحذاء إلا إذا كان ساترا لزينتها ومريحًا.
الخاتمة
الصلاة بالحذاء مسألة خلافية بين الفقهاء، وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة والأحكام الواردة في هذه المسألة، والراجح هو عدم جواز الصلاة بالحذاء في المساجد، إلا إذا كان لضرورة شرعية، مثل البرد أو المرض أو الحاجة إلى حماية القدمين من الأذى.