حكم الصلاة بالكمامة

No images found for حكم الصلاة بالكمامة

حكم الصلاة بالكمامة

مقدمة

تعتبر الصلاة أحد أهم أركان الإسلام، وهي فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل، وقد أمرنا الله عز وجل في كتابه الكريم بإقامتها على أكمل وجه {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]. وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية أداء الصلاة بالتفصيل، وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز ترك الصلاة أو الإخلال بأي من أركانها.

ومع ظهور جائحة كوفيد-19، أصبح من الضروري اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشار الفيروس، ومن بين هذه التدابير ارتداء الكمامة في الأماكن العامة. وقد أثار ذلك تساؤلات حول حكم الصلاة بالكمامة، وهل يجوز للمسلم أن يصلي بها أم لا؟

حكم الصلاة بالكمامة

اتفق جمهور العلماء على جواز الصلاة بالكمامة في حال الضرورة، وذلك للأسباب التالية:

1. أن الكمامة لا تعتبر حاجزًا بين المصلي وبين الله عز وجل، فهي لا تمنع وصول صوته أو حركاته إلى الله تعالى، وبالتالي لا تؤثر على صحة الصلاة.

2. أن الكمامة لا تغير من هيئة الصلاة، فهي لا تمنع المصلي من أداء أركان الصلاة وسننها على أكمل وجه، وبالتالي لا تؤثر على صحة الصلاة أيضًا.

3. أن ارتداء الكمامة في هذه الظروف جائز شرعًا، وذلك لأنها تعتبر وسيلة وقائية ضرورية للحفاظ على الصحة العامة، وبالتالي لا يجوز ترك الصلاة بسببها.

شروط الصلاة بالكمامة

وحتى تكون الصلاة بالكمامة صحيحة، فلا بد من توافر الشروط التالية:

1. أن تكون الكمامة مصنوعة من مادة طاهرة، ولا تحتوي على أي نجاسات.

2. أن تكون الكمامة فضفاضة، ولا تضيق على المصلي أو تمنعه من أداء الصلاة على أكمل وجه.

3. أن لا تكون الكمامة ذات رائحة كريهة أو نفاذة، لأن ذلك قد يؤثر على خشوع المصلي.

مبطلات الصلاة بالكمامة

وقد أجمع العلماء أيضًا على أن هناك بعض الأمور التي إذا فعلها المصلي أثناء الصلاة بالكمامة، فإن صلاته تبطل، ومن هذه الأمور:

1. أن يضع المصلي الكمامة على وجهه بطريقة تمنعه من أداء أي من أركان الصلاة وسننها على أكمل وجه، مثل أن يغطي الكمامة على أنفه أو فمه بشكل كامل.

2. أن ينزع المصلي الكمامة أثناء الصلاة دون عذر شرعي، مثل أن يشعر بالاختناق أو أن يضيق عليه.

3. أن يتحدث المصلي أثناء الصلاة دون عذر شرعي، مثل أن يسأل غيره عن شيء أو أن يرد على مكالمة هاتفية.

حالات أخرى تجوز فيها الصلاة بالكمامة

بالإضافة إلى الظروف الوبائية، يجوز للمسلم أن يصلي بالكمامة في بعض الحالات الأخرى، مثل:

1. إذا كان المصلي مريضًا بمرض معدٍ، مثل الإنفلونزا أو الزكام، وذلك حتى لا ينقل العدوى إلى غيره من المصلين.

2. إذا كان المصلي في مكان مزدحم أو مكتظ، وذلك حتى يحمي نفسه من استنشاق الغبار أو الأتربة أو الجراثيم.

3. إذا كان المصلي في مكان حار أو بارد، وذلك حتى يحمي نفسه من العوامل الجوية القاسية.

حكم من صلى بدون كمامة

وإذا صلى المسلم بدون كمامة في الظروف التي تتطلب ارتداءها، فإن صلاته صحيحة، لكنه يكون قد ارتكب مخالفة شرعية، وذلك لأنه لم يأخذ بالأسباب الوقائية اللازمة للحفاظ على الصحة العامة.

الخلاصة

نخلص مما سبق إلى أن الصلاة بالكمامة جائزة في الظروف الوبائية، وكذلك في بعض الحالات الأخرى التي تتطلب ذلك، بشرط أن تكون الكمامة مصنوعة من مادة طاهرة وفضفاضة ولا تحتوي على أي نجاسات أو روائح كريهة أو نفاذة. ومن يفعل شيئا يبطل الصلاة بالكمامة فإن صلاته تبطل.

أضف تعليق