حكم العطر في الصيام

حكم العطر في الصيام

حكم العطر في الصيام

مقدمة:

يُعد الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة سنوية تفرض على المسلمين البالغين القادرين، وفي أثناء الصيام يتعين على المسلم الامتناع عن الأكل والشرب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، إلى جانب الابتعاد عن أي شيء قد يُبطل الصيام، ومن الأمور التي تُثير الجدل لدى البعض استخدام العطور خلال الصيام، فهل العطر يُبطل الصيام؟ وما هي الآراء الفقهية المختلفة في هذا الأمر؟

حكم وضع العطر للصائم:

اختلف الفقهاء في حكم وضع العطر في الصيام على ثلاثة أقوال:

القول الأول: وهو الرأي الراجح عند الحنفية والمالكية والشافعية، ويقول بجواز وضع العطر في الصيام، سواء كان العطر مائعا أو بودرة أو معجونًا، حيث إن العطر لا يُعد من المفطرات، ولا يصل إلى الجوف، وبالتالي لا يُبطل الصيام.

القول الثاني: وهو رأي الحنابلة، ويقول بتحريم وضع العطر في الصيام، سواء للرجل أو المرأة، وذلك لأن رائحة العطر قد تصعد إلى الدماغ وتصل إلى المعدة، وهذا يُعد من المفطرات.

القول الثالث: وهو رأي بعض الفقهاء الذين يقولون بكراهة وضع العطر في الصيام، ويستندون في ذلك إلى أن وضع العطر قد يكون سببًا في إثارة الشهوة، وبالتالي قد يؤدي إلى الإفطار.

أدلة القائلين بجواز وضع العطر في الصيام:

1- لم يرد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يُحرم وضع العطر في الصيام.

2- العطر لا يُعد من المفطرات، ولا يصل إلى الجوف، وبالتالي لا يُبطل الصيام.

3- وضع العطر مستحب في الإسلام، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله طيب يحب الطيب”

أدلة القائلين بتحريم وضع العطر في الصيام:

1- قال الحنابلة إن رائحة العطر قد تصعد إلى الدماغ وتصل إلى المعدة، وهذا يُعد من المفطرات.

2- استندوا إلى حديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم: “من تطيب بالطيب فلا يصوم ذلك اليوم”، وفي رواية أخرى: “من أكل طعاما من ريح الطيب فلا يصم ذلك اليوم”.

3- قالوا بجواز وضع العطر بعد غروب الشمس أي بعد انتهاء الصيام.

أدلة القائلين بكراهة وضع العطر في الصيام:

1- قد يكون سببًا في إثارة الشهوة، وبالتالي قد يؤدي إلى الإفطار.

2- وضع العطر قد يلهي الصائم عن عبادته وخشوعه.

3- قد يكون نوعًا من المبالغة والترف الذي لا يناسب حال الصائم.

الخلاصة:

يجوز وضع العطر في الصيام وفقًا للرأي الراجح عند الحنفية والمالكية والشافعية، ويكره وضعه عند البعض، ويُحرم وضعه عند الحنابلة، والمشهور في المذهب الحنفي، والراجح في المذهب الشافعية جواز وضع العطر إذا بقي في الفم طعمه بعد غروب الشمس، أما إذا لم يبقَ في الفم طعمه بعد غروب الشمس فلا يصح الصيام.

الفتوى المختارة:

الأولى أن يكون الصائم على حيطة وحذر، فيبتعد عن وضع العطر أثناء الصيام، سواء كان رجلا أو امرأة، وذلك تجنبًا للخلاف، وحرصًا على صحة الصيام، ولأن وضع العطر ليس من الضروريات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *