حكم الغش في الامتحانات للضرورة

حكم الغش في الامتحانات للضرورة

حكم الغش في الامتحانات للضرورة

مقدمة:

الغش في الامتحانات هو فعل غير أخلاقي وغير نزيه يضر بالطالب والعملية التعليمية على حد سواء. ومع ذلك، قد يضطر بعض الطلاب إلى الغش في الامتحانات بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم، مثل المرض أو الحاجة إلى العمل لمساعدة أسرهم. في هذه المقالة، سنناقش حكم الغش في الامتحانات للضرورة من وجهة نظر إسلامية.

أولاً: مفهوم الغش في الامتحانات:

الغش في الامتحانات هو أي فعل يهدف إلى خداع المراقب أو المصحح من أجل الحصول على درجات أعلى مما يستحقها الطالب. يشمل الغش في الامتحانات أشكالاً عديدة، مثل:

النسخ من ورقة زميل: وهو نقل الإجابات من ورقة زميل آخر، سواءً عن طريق النظر إليها أو باستخدام ورقة صغيرة أو جهاز إلكتروني.

إدخال أوراق الغش إلى قاعة الامتحان: وهي أوراق صغيرة تحتوي على إجابات الأسئلة، أو ملخصات المواد الدراسية، أو أي معلومات أخرى قد تساعد الطالب في الإجابة على الأسئلة.

استخدام الأجهزة الإلكترونية: مثل الهواتف الذكية أو الحاسبات الآلية في قاعة الامتحان، من أجل البحث عن المعلومات أو التواصل مع زملاء آخرين.

تبديل الأسئلة أو الإجابات: وهي عملية يقوم بها بعض الطلاب من أجل الحصول على أسئلة أسهل أو إجابات أفضل.

ثانياً: حكم الغش في الامتحانات للضرورة:

الغش في الامتحانات بشكل عام هو حرام شرعاً، لما فيه من خداع للمراقب أو المصحح وتضليل للعملية التعليمية. ومع ذلك، قد يضطر بعض الطلاب إلى الغش في الامتحانات بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم، مثل:

المرض: قد يضطر الطالب الذي يعاني من مرض شديد إلى الغش في الامتحانات من أجل اجتيازها والحصول على الشهادة التي يحتاجها.

الحاجة إلى العمل: قد يضطر الطالب الذي يعيل أسرته إلى الغش في الامتحانات من أجل الحصول على وظيفة جيدة تساعده على تلبية احتياجات أسرته.

الظروف العائلية: قد يضطر الطالب الذي يعاني من ظروف عائلية صعبة، مثل وفاة أحد الوالدين أو الطلاق أو الإفلاس، إلى الغش في الامتحانات من أجل الحصول على الشهادة التي يحتاجها من أجل تحسين وضعه.

ثالثاً: شروط جواز الغش في الامتحانات:

يجوز الغش في الامتحانات للضرورة إذا توفرت الشروط التالية:

أن تكون الضرورة شديدة: يجب أن تكون الضرورة التي تدفع الطالب إلى الغش في الامتحانات شديدة بحيث لا يمكنه تجنبها بأي شكل من الأشكال.

أن لا تتوافر أي وسيلة أخرى لتجنب الضرورة: يجب أن يتأكد الطالب من عدم وجود أي وسيلة أخرى لتجنب الضرورة التي تدفعه إلى الغش في الامتحانات، مثل طلب المساعدة من زميل أو مدرس أو تأجيل الامتحان إلى موعد آخر.

أن لا يؤدي الغش في الامتحانات إلى ضرر أكبر: يجب أن يتأكد الطالب من أن الغش في الامتحانات لن يؤدي إلى ضرر أكبر، مثل حصوله على وظيفة لا يستحقها أو إلحاق الضرر بالعملية التعليمية.

رابعاً: أنواع الغش في الامتحانات:

هناك نوعان رئيسيان من الغش في الامتحانات، هما:

الغش الفردي: وهو الغش الذي يمارسه الطالب بمفرده، مثل النسخ من ورقة زميل أو إدخال أوراق الغش إلى قاعة الامتحان.

الغش الجماعي: وهو الغش الذي يمارسه مجموعة من الطلاب معًا، مثل تبديل الأسئلة أو الإجابات أو استخدام الأجهزة الإلكترونية في قاعة الامتحان.

خامساً: عقوبة الغش في الامتحانات:

تختلف عقوبة الغش في الامتحانات حسب نوع الغش والظروف التي دفعته. بشكل عام، قد تكون عقوبة الغش في الامتحانات واحدة أو أكثر من الآتي:

الإلغاء: إلغاء الامتحان الذي غش فيه الطالب.

الإعادة: إجبار الطالب على إعادة الامتحان الذي غش فيه.

الحرمان من دخول الامتحانات: حرمان الطالب من دخول الامتحانات لمدة معينة.

الفصل من الدراسة: فصل الطالب من الدراسة بشكل نهائي.

سادساً: أسباب الغش في الامتحانات:

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الطلاب إلى الغش في الامتحانات، منها:

الضغوط الدراسية: يشعر العديد من الطلاب بالضغوط الدراسية الكبيرة، مما قد يدفعهم إلى الغش في الامتحانات من أجل الحصول على درجات أعلى.

عدم المذاكرة: قد يضطر بعض الطلاب إلى الغش في الامتحانات لأنهم لم يذاكروا بشكل كافٍ.

الخوف من الفشل: يخشى بعض الطلاب من الفشل في الامتحانات، مما قد يدفعهم إلى الغش من أجل تجنب ذلك.

الرغبة في الحصول على درجات أعلى: قد يرغب بعض الطلاب في الحصول على درجات أعلى من أجل تحسين معدلهم الدراسي أو الحصول على وظيفة أفضل.

سابعاً: أضرار الغش في الامتحانات:

الغش في الامتحانات له العديد من الأضرار، منها:

إلحاق الضرر بالعملية التعليمية: يؤدي الغش في الامتحانات إلى إلحاق الضرر بالعملية التعليمية، حيث أنه يؤدي إلى حصول الطلاب على درجات أعلى مما يستحقونها، مما قد يؤدي إلى تراجع مستوى التعليم.

إلحاق الضرر بالطلاب الآخرين: يؤدي الغش في الامتحانات إلى إلحاق الضرر بالطلاب الآخرين، حيث أنه يحرمهم من الحصول على درجاتهم الحقيقية ويجعلهم يشعرون بالإحباط واليأس.

إلحاق الضرر بالمجتمع: يؤدي الغش في الامتحانات إلى إلحاق الضرر بالمجتمع، حيث أنه يؤدي إلى حصول بعض الأشخاص على وظائف لا يستحقونها، مما قد يؤدي إلى تراجع مستوى الخدمات المقدمة للمجتمع.

الخاتمة:

الغش في الامتحانات هو فعل غير أخلاقي وغير نزيه يضر بالطالب والعملية التعليمية على حد سواء. ومع ذلك، قد يضطر بعض الطلاب إلى الغش في الامتحانات بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم، مثل المرض أو الحاجة إلى العمل لمساعدة أسرهم. في هذه المقالة، ناقشنا حكم الغش في الامتحانات للضرورة من وجهة نظر إسلامية، وبي

أضف تعليق