حكم الفطر في السفر

No images found for حكم الفطر في السفر

حكم الفطر في السفر

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في حكم الفطر في السفر، فذهب بعضهم إلى جواز الفطر مطلقًا، وذهب آخرون إلى أنه لا يجوز مطلقًا، وذهب فريق ثالث إلى التفصيل بين السفر الطويل والقصر، وجعلوا الفطر جائزًا في السفر الطويل دون القصير.

وسنذكر في هذا المقال أدلة كل فريق من هذه الفرق، مع بيان الراجح من أقوالهم.

الفرع الأول: أدلة جواز الفطر في السفر مطلقًا:

1. قول الله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

فقد دلّت هذه الآية الكريمة على أن المريض والمسافر يجوز لهما الفطر في رمضان، ولم تفرق الآية بين السفر الطويل والقصر.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام في السفر عناء، فمن شاء صام ومن شاء أفطر» [رواه أحمد والترمذي].

فقد جاء هذا الحديث صريحًا في جواز الفطر في السفر، ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين السفر الطويل والقصر.

3. فعل الصحابة رضي الله عنهم:

فقد روي عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يفطرون في السفر، ومن ذلك:

– ما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يفطر في السفر.

– ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يفطر في السفر.

– ما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه كان يفطر في السفر.

وغير ذلك من الأحاديث والآثار التي تدل على جواز الفطر في السفر مطلقًا.

الفرع الثاني: أدلة عدم جواز الفطر في السفر مطلقًا:

1. قول الله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

فقد دلّت هذه الآية الكريمة على وجوب صيام شهر رمضان على كل من شهد الشهر، ولم تستثن الآية المسافرين.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس من البر الصيام في السفر» [رواه البخاري ومسلم].

فقد جاء هذا الحديث صريحًا في عدم جواز الصيام في السفر، ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين السفر الطويل والقصر.

3. فعل النبي صلى الله عليه وسلم:

فلم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفطر في السفر، بل كان يصوم في السفر كما يصوم في الحضر.

الفرع الثالث: أدلة التفصيل بين السفر الطويل والقصر:

1. قول الله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

فقد دلّت هذه الآية الكريمة على أن المريض والمسافر يجوز لهما الفطر في رمضان، ولم تفرق الآية بين السفر الطويل والقصر.

2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام في السفر عناء، فمن شاء صام ومن شاء أفطر» [رواه أحمد والترمذي].

فقد جاء هذا الحديث صريحًا في جواز الفطر في السفر، ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين السفر الطويل والقصر.

3. فعل الصحابة رضي الله عنهم:

فقد روي عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يفطرون في السفر الطويل، ومن ذلك:

– ما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه كان يفطر في السفر الطويل.

– ما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يفطر في السفر الطويل.

– ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يفطر في السفر الطويل.

وغير ذلك من الأحاديث والآثار التي تدل على جواز الفطر في السفر الطويل.

الفرع الرابع: شروط جواز الفطر في السفر:

1. أن يكون السفر طويلاً:

فلا يجوز الفطر في السفر القصير، والسفر الطويل هو الذي يبلغ مسافته 81 كيلومترًا فأكثر.

2. أن يكون السفر مباحًا:

فلا يجوز الفطر في السفر المحرم، مثل السفر إلى بلد فيه معصية.

3. أن يكون المسافر صحيح البدن:

فلا يجوز الفطر للمريض أو الضعيف الذي لا يستطيع تحمل مشقة الصيام.

الفرع الخامس: حكم من أفطر في السفر ثم أقام:

إذا أفطر المسافر في السفر ثم أقام في بلد ما لمدة طويلة، فإن عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها، ولا يجزئه عنها الإطعام.

الفرع السادس: حكم من أفطر في السفر ثم عاد إلى بلده:

إذا أفطر المسافر في السفر ثم عاد إلى بلده، فإن عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها، ويجوز له أن يطعم عن كل يوم أفطره مسكينًا، بحيث يكون إطعام كل مسكين مدًا من الطعام.

الفرع السابع: الخاتمة:

حكم الفطر في السفر جائز مطلقًا على الراجح من أقوال الفقهاء، وذلك لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصيام في السفر عناء، فمن شاء صام ومن شاء أفطر» [رواه أحمد والترمذي]، وفعل الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يفطرون في السفر.

ويجوز الفطر في السفر الطويل والقصر، بشرط أن يكون السفر مباحًا وأن يكون المسافر صحيح البدن.

ومن أفطر في السفر ثم أقام في بلد ما لمدة طويلة، فإن عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها، ولا يجزئه عنها الإطعام.

ومن أفطر في السفر ثم عاد إلى بلده، فإن عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها، ويجوز له أن يطعم عن كل يوم أفطره مسكينًا، بحيث يكون إطعام كل مسكين مدًا من الطعام.

أضف تعليق