حكم المحلول للصائم

حكم المحلول للصائم

حكم المحلول للصائم

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، عن طريق الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقد شرع الصيام في الإسلام لعدة أسباب، منها: تطهير النفس وتزكيتها، وتعويد المسلم على ضبط نفسه وشهواته، وتنمية الشعور بالمسؤولية والرحمة تجاه المحتاجين، وتقوية الإرادة والعزيمة.

أنواع المحاليل الطبية:

المحاليل الطبية هي سوائل تحتوي على مواد كيميائية معينة، تُستخدم لعلاج الأمراض المختلفة. وتنقسم المحاليل الطبية إلى نوعين رئيسيين هما:

المحاليل الوريدية: وهي محاليل تُحقن في الوريد مباشرة، وتُستخدم لعلاج حالات الجفاف الشديد، واضطرابات الكهارل، وبعض الأمراض الأخرى.

المحاليل الفموية: وهي محاليل تُؤخذ عن طريق الفم، وتُستخدم لعلاج حالات الجفاف البسيط، وبعض الأمراض الأخرى.

حكم المحاليل الطبية للصائم:

لقد اختلف الفقهاء في حكم المحاليل الطبية للصائم، فذهب بعضهم إلى أنها تُفطر الصائم، بينما ذهب آخرون إلى أنها لا تُفطر الصائم.

أدلة القائلين بأن المحاليل الطبية تُفطر الصائم:

استدل القائلون بأن المحاليل الطبية تُفطر الصائم بعدة أدلة، منها:

أن المحلول الطبي يُعتبر غذاءً ودواءً، وقد ورد في الحديث النبوي: “الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب”.

أن المحلول الطبي يدخل إلى الجسم عن طريق الفم، وهو أحد منافذ الإفطار.

أن المحلول الطبي يُشعر الصائم بالشبع والارتواء، وهذا يُنافي حكمة الصيام.

أدلة القائلين بأن المحاليل الطبية لا تُفطر الصائم:

استدل القائلون بأن المحاليل الطبية لا تُفطر الصائم بعدة أدلة، منها:

أن المحلول الطبي لا يُعتبر غذاءً أو دواءً، وإنما هو مادة كيميائية تُستخدم لعلاج الأمراض.

أن المحلول الطبي لا يدخل إلى الجسم عن طريق الفم، وإنما يُحقن في الوريد مباشرة.

أن المحلول الطبي لا يُشعر الصائم بالشبع والارتواء، وإنما يُساعده على التغلب على مشاكل الجفاف واضطرابات الكهارل.

الراجح من أقوال الفقهاء:

الراجح من أقوال الفقهاء هو أن المحاليل الطبية الوريدية لا تُفطر الصائم، بينما المحاليل الطبية الفموية تُفطر الصائم. وذلك لأن المحاليل الوريدية لا تدخل إلى الجسم عن طريق الفم، ولا تُشعر الصائم بالشبع والارتواء. أما المحاليل الفموية فتدخل إلى الجسم عن طريق الفم، وقد تُشعر الصائم بالشبع والارتواء.

حالات خاصة:

هناك بعض الحالات الخاصة التي يجوز فيها للصائم تناول المحاليل الطبية الفموية، منها:

إذا كان الصائم يُعاني من جفاف شديد يُهدد حياته.

إذا كان الصائم يُعاني من اضطرابات كهارل شديدة تُهدد حياته.

إذا كان الصائم يُعاني من مرض مزمن يتطلب تناول المحاليل الطبية الفموية بشكل منتظم.

وفي هذه الحالات يجب على الصائم أن يُفطر، ثم يُقضي الصيام بعد ذلك.

الخاتمة:

حكم المحاليل الطبية للصائم هو مسألة اجتهادية، وقد اختلف الفقهاء في حكمها. والراجح من أقوال الفقهاء هو أن المحاليل الطبية الوريدية لا تُفطر الصائم، بينما المحاليل الطبية الفموية تُفطر الصائم. وهناك بعض الحالات الخاصة التي يجوز فيها للصائم تناول المحاليل الطبية الفموية، منها: إذا كان الصائم يُعاني من جفاف شديد يُهدد حياته، أو إذا كان الصائم يُعاني من اضطرابات كهارل شديدة تُهدد حياته، أو إذا كان الصائم يُعاني من مرض مزمن يتطلب تناول المحاليل الطبية الفموية بشكل منتظم. وفي هذه الحالات يجب على الصائم أن يُفطر، ثم يُقضي الصيام بعد ذلك.

أضف تعليق