حكم النظر الى النساء

حكم النظر الى النساء

مقدمة:

النظر إلى النساء هو موضوع حساس في الإسلام، حيث توجد العديد من الآراء والتفسيرات المختلفة حول هذا الأمر. فمن ناحية، هناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على غض البصر عن النساء الأجنبيات، بينما من ناحية أخرى، هناك آراء فقهية تسمح بالنظر إلى النساء في ظروف معينة. وفي هذا المقال، سوف نستعرض حكم النظر إلى النساء في الإسلام، مع ذكر الأدلة الشرعية المختلفة المتعلقة بهذا الموضوع.

النظر إلى النساء في القرآن الكريم:

وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتناول موضوع النظر إلى النساء، ومنها قوله تعالى: “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم، ذلك أزكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون” (النور: 30). وهذه الآية تدل على أن المؤمنين مطالبون بغض أبصارهم عن النساء الأجنبيات، وذلك من أجل حفظ فروجهم ووقايتهم من الوقوع في المعاصي.

وقد فسر العلماء غض البصر على أنه عدم النظر إلى النساء الأجنبيات بشهوة أو رغبة جنسية، بل النظر إليهن بنظرة عادية لا تخلو من الحياء والوقار. وذهب بعض العلماء إلى أن غض البصر واجب على الرجال والنساء على حد سواء، بينما ذهب بعضهم الآخر إلى أنه واجب على الرجال فقط.

النظر إلى النساء في السنة النبوية:

بالإضافة إلى الآيات القرآنية، هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تتناول موضوع النظر إلى النساء، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “من نظر إلى امرأة بشهوة، فإنما ينظر إلى النار” (رواه الترمذي). وهذا الحديث يدل على خطورة النظر إلى النساء بشهوة، وأنه قد يؤدي بصاحبه إلى الوقوع في النار.

وقد وردت أيضًا أحاديث أخرى تحث على غض البصر عن النساء، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا تنظر إلى امرأة وينظر إليك، فإن ذلك يزرع في القلب الشهوة” (رواه ابن ماجه). وهذا الحديث يدل على أن النظر المتبادل بين الرجل والمرأة قد يؤدي إلى إثارة الشهوة ووقوع المعاصي.

حكم النظر إلى النساء عند الفقهاء:

اختلف الفقهاء في حكم النظر إلى النساء، حيث ذهب بعضهم إلى جواز النظر إلى المرأة الأجنبية إذا كانت محجبة ولا يوجد خوف من الوقوع في المعصية، بينما ذهب بعضهم الآخر إلى تحريم النظر إليها مطلقًا.

وعلى الرغم من هذا الاختلاف، إلا أن معظم الفقهاء اتفقوا على أن النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة أو رغبة جنسية هو أمر محرم شرعًا، وأنه قد يؤدي إلى الوقوع في المعاصي والكبائر.

الشروط التي يجوز فيها النظر إلى النساء:

هناك بعض الشروط التي يجوز فيها النظر إلى المرأة الأجنبية، ومنها:

1. أن يكون النظر إليها بدون شهوة أو رغبة جنسية.

2. أن تكون المرأة محجبة ولا تظهر مفاتنها.

3. ألا يكون هناك خوف من الوقوع في المعصية أو الفتنة.

وإذا توفرت هذه الشروط، فلا حرج في النظر إلى المرأة الأجنبية، ولكن يجب أن يكون ذلك بقدر الحاجة وبما لا يؤدي إلى الوقوع في المعصية.

مخاطر النظر إلى النساء:

هناك العديد من المخاطر التي قد تنجم عن النظر إلى النساء، ومنها:

1. الوقوع في المعاصي والكبائر، مثل الزنا واللواط والاغتصاب.

2. إثارة الشهوة وإشعال نار الفتنة في القلب.

3. إضعاف الإيمان وتقوية الشهوات.

4. الإصابة بأمراض القلب والعين.

ولهذه الأسباب، فإن غض البصر عن النساء هو من أهم الأمور التي يجب على المسلم الحرص عليها، وذلك من أجل حماية نفسه من الوقوع في المعاصي والآثام.

كيفية غض البصر عن النساء:

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها غض البصر عن النساء، ومنها:

1. تقوية الإيمان بالله تعالى وتذكر الآخرة.

2. تلاوة القرآن الكريم والدعاء إلى الله تعالى.

3. الاشتغال بالعمل النافع ومشاهدة الأمور المباحة.

4. الابتعاد عن أماكن الاختلاط بين الرجال والنساء.

5. إغضاض الجفون عند رؤية النساء.

وإذا حرص المسلم على اتباع هذه الطرق، فإن ذلك سيساعده على غض بصره عن النساء والوقاية من الوقوع في المعاصي.

خاتمة:

في ختام هذا المقال، نؤكد على أهمية غض البصر عن النساء في الإسلام، وذلك من أجل حماية النفس من الوقوع في المعاصي والآثام. وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة الشرعية المختلفة المتعلقة بهذا الموضوع، كما ذكرنا الشروط التي يجوز فيها النظر إلى النساء ومخاطر النظر إليهن.

نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعًا على غض أبصارنا عن النساء وأن يجنبنا الوقوع في المعاصي والآثام.

أضف تعليق