حكم الهدايا عند فسخ الخطوبة

No images found for حكم الهدايا عند فسخ الخطوبة

مقدمة

الخطوبة هي مرحلة انتقالية بين مرحلة العزوبية ومرحلة الزواج، وهي مرحلة مهمة يتعرف فيها الشريكان على بعضهما البعض بشكل أكبر، ويقرران ما إذا كانا مناسبين لبعضهما البعض أم لا. وفي بعض الأحيان، قد لا تنجح الخطوبة وينتهي الأمر بفسخها. وفي هذه الحالة، قد يتساءل الشريكان عن مصير الهدايا التي تم تبادلها خلال فترة الخطوبة.

حكم الهدايا عند فسخ الخطوبة

لا يوجد نص صريح في الشريعة الإسلامية حول حكم الهدايا عند فسخ الخطوبة، إلا أن الفقهاء اختلفوا في هذه المسألة على رأيين رئيسيين:

الرأي الأول:

يرى هذا الرأي أن الهدايا التي يتم تبادلها بين الخطيبين هي بمثابة هدايا مشروطة، بمعنى أنها مشروطة بإتمام الزواج. فإذا تم فسخ الخطوبة قبل إتمام الزواج، فإن الهدايا يجب أن تُرد إلى أصحابها الأصليين. وهذا الرأي هو رأي جمهور الفقهاء، ومنهم الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل.

الرأي الثاني:

يرى هذا الرأي أن الهدايا التي يتم تبادلها بين الخطيبين هي بمثابة هدايا غير مشروطة، بمعنى أنها لا تعتمد على إتمام الزواج. وبالتالي، فإن هذه الهدايا لا يجب أن تُرد إلى أصحابها الأصليين، حتى إذا تم فسخ الخطوبة قبل إتمام الزواج. وهذا الرأي هو رأي الإمام أبو حنيفة والإمام مالك.

أدلة الرأي الأول

يستدل أصحاب الرأي الأول بعدد من الأدلة، منها:

الحديث النبوي الشريف: “الهدية على وجهها، فإذا رجع أحدكما عن صاحبه، فرد عليه هديته”.

القاعدة الشرعية: “المعاوضات المالية لا تتم إلا بالقبض”.

أدلة الرأي الثاني

يستدل أصحاب الرأي الثاني بعدد من الأدلة، منها:

الحديث النبوي الشريف: “تهادوا تحابوا”.

القاعدة الشرعية: “الهبة لا تُسترد”.

ترجيح الرأي الأول

الرأي الأول هو الراجح، وذلك للأدلة التالية:

الحديث النبوي الشريف: “الهدية على وجهها، فإذا رجع أحدكما عن صاحبه، فرد عليه هديته”.

القاعدة الشرعية: “المعاوضات المالية لا تتم إلا بالقبض”.

العرف السائد في معظم المجتمعات الإسلامية، والذي يقضي بأن الهدايا التي يتم تبادلها بين الخطيبين يجب أن تُرد إلى أصحابها الأصليين في حال فسخ الخطوبة.

حكم الهدايا الثمينة عند فسخ الخطوبة

إذا كانت الهدايا التي تم تبادلها بين الخطيبين ثمينة، فإن حكم هذه الهدايا يختلف عن حكم الهدايا العادية. فإذا كانت الهدايا ثمينة وتم إهداؤها بقصد التفاخر والتباهي، فإن هذه الهدايا يجب أن تُرد إلى أصحابها الأصليين، حتى إذا تم إتمام الزواج. وهذا لأن هذه الهدايا تعتبر رشوة، والرشوة محرمة في الشريعة الإسلامية.

حكم الهدايا الرمزية عند فسخ الخطوبة

إذا كانت الهدايا التي تم تبادلها بين الخطيبين رمزية، فإن حكم هذه الهدايا يختلف عن حكم الهدايا الثمينة. فإذا كانت الهدايا رمزية وتم إهداؤها بقصد التعبير عن الحب والود، فإن هذه الهدايا لا يجب أن تُرد إلى أصحابها الأصليين، حتى إذا تم فسخ الخطوبة. وهذا لأن هذه الهدايا تعتبر تذكارًا جميلًا عن فترة الخطوبة، ولا داعي لإفساد هذا التذكار بإرجاع الهدايا.

حكم الهدايا المشتركة عند فسخ الخطوبة

إذا كانت الهدايا التي تم تبادلها بين الخطيبين مشتركة، أي أنها تم شراؤها من مال الطرفين معًا، فإن حكم هذه الهدايا يختلف عن حكم الهدايا المملوكة لأحد الطرفين فقط. فإذا كانت الهدايا مشتركة وتم شراؤها بقصد الاستخدام المشترك، فإن هذه الهدايا يجب أن تُقسم بين الطرفين بالتساوي، حتى إذا تم فسخ الخطوبة. وهذا لأن هذه الهدايا تعتبر ملكًا مشتركًا للطرفين، ولا يحق لأحد الطرفين الاستئثار بها دون الآخر.

الخاتمة

حكم الهدايا عند فسخ الخطوبة هو مسألة خلافية بين الفقهاء. والرأي الراجح هو أن الهدايا التي يتم تبادلها بين الخطيبين هي بمثابة هدايا مشروطة بإتمام الزواج. فإذا تم فسخ الخطوبة قبل إتمام الزواج، فإن الهدايا يجب أن تُرد إلى أصحابها الأصليين. ويختلف حكم الهدايا الثمينة عن حكم الهدايا الرمزية وحكم الهدايا المشتركة، كما ذكرنا في هذا المقال.

أضف تعليق