حكم بتكوين: وجهة نظر إسلامية
المقدمة:
بتكوين هي عملة رقمية لامركزية ظهرت لأول مرة في عام 2009. وهي العملة الرقمية الأولى والعملة المشفرة الأكثر شهرة في العالم. على الرغم من شعبيتها المتزايدة، إلا أن هناك الكثير من الجدل حول حكم بتكوين في الإسلام. يرى بعض العلماء أنها محرمة، بينما يرى آخرون أنها جائزة. سنتناول في هذا المقال حجج كل جانب على حدة، ونحاول التوصل إلى حكم شرعي بشأن بتكوين.
1. مفهوم بتكوين:
بتكوين هي عملة رقمية لامركزية، أي أنها لا تخضع لسيطرة أي حكومة أو بنك مركزي.
يتم إنشاء عملات بتكوين من خلال عملية التعدين، والتي تتمثل في حل مسائل رياضية معقدة.
يمكن استخدام عملات بتكوين لشراء السلع والخدمات عبر الإنترنت، أو يمكن تخزينها كاستثمار.
2. حجج مؤيدي حرمة بتكوين:
يرى بعض العلماء أن بتكوين محرمة لأنها عملة وهمية لا تستند إلى أي أصول حقيقية.
ويستدلون على ذلك بأن قيمة بتكوين متقلبة للغاية، ويمكن أن تفقد قيمتها في أي لحظة.
كما يرون أن بتكوين تستخدم في الكثير من الأنشطة غير المشروعة، مثل غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
3. حجج مؤيدي جواز بتكوين:
يرى بعض العلماء أن بتكوين جائزة لأنها عملة رقمية مشفرة، أي أنها آمنة ومضمونة.
ويستدلون على ذلك بأن بتكوين يتم تخزينها في محافظ رقمية مشفرة لا يمكن اختراقها.
كما يرون أن بتكوين يمكن استخدامها في الكثير من الأنشطة المشروعة، مثل التجارة الإلكترونية والدفع عبر الإنترنت.
4. حكم بتكوين في المذاهب الإسلامية الأربعة:
لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم أو يحلل التعامل ببتكوين.
لذلك، فقد اختلف العلماء في المذاهب الإسلامية الأربعة حول حكم بتكوين.
ففي المذهب الحنفي يرى بعض العلماء أن بتكوين محرمة لأنها عملة وهمية لا تستند إلى أي أصول حقيقية. بينما يرى آخرون أنها جائزة لأنها عملة رقمية مشفرة، أي أنها آمنة ومضمونة.
وفي المذهب المالكي يرى معظم العلماء أن بتكوين محرمة لأنها عملة وهمية لا تستند إلى أي أصول حقيقية.
وفي المذهب الشافعي يرى معظم العلماء أن بتكوين جائزة لأنها عملة رقمية مشفرة، أي أنها آمنة ومضمونة.
وفي المذهب الحنبلي يرى معظم العلماء أن بتكوين جائزة لأنها عملة رقمية مشفرة، أي أنها آمنة ومضمونة.
5. موقف البنوك المركزية الإسلامية من بتكوين:
أصدرت العديد من البنوك المركزية الإسلامية فتاوى تحرم التعامل ببتكوين.
من بين هذه البنوك: البنك المركزي السعودي، والبنك المركزي الكويتي، والبنك المركزي الإماراتي، والبنك المركزي القطري، والبنك المركزي البحريني.
استندت هذه البنوك في فتواها إلى عدة أسباب، من بينها: أن بتكوين عملة وهمية لا تستند إلى أي أصول حقيقية، وأن قيمتها متقلبة للغاية، ويمكن أن تفقد قيمتها في أي لحظة، وأنها تستخدم في الكثير من الأنشطة غير المشروعة.
6. موقف الهيئات الشرعية من بتكوين:
أصدرت العديد من الهيئات الشرعية فتاوى تحرم التعامل ببتكوين.
من بين هذه الهيئات: الهيئة الشرعية للبنك الإسلامي للتنمية، والهيئة الشرعية لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، والهيئة الشرعية للبنك المركزي الماليزي.
استندت هذه الهيئات في فتواها إلى عدة أسباب، من بينها: أن بتكوين عملة وهمية لا تستند إلى أي أصول حقيقية، وأن قيمتها متقلبة للغاية، ويمكن أن تفقد قيمتها في أي لحظة، وأنها تستخدم في الكثير من الأنشطة غير المشروعة.
7. خلاصة القول:
لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم أو يحلل التعامل ببتكوين.
لذلك، فقد اختلف العلماء في المذاهب الإسلامية الأربعة حول حكم بتكوين.
أصدرت العديد من البنوك المركزية الإسلامية والهيئات الشرعية فتاوى تحرم التعامل ببتكوين.
بناءً على ما سبق، فإننا نرى أن التعامل ببتكوين محرم شرعًا.