حكم بخاخ الربو للصائم عند المالكية

حكم بخاخ الربو للصائم عند المالكية

حكم بخاخ الربو للصائم عند المالكية

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يؤديها المسلمون في شهر رمضان المبارك، وهو شهر مقدس عند المسلمين، فرضه الله سبحانه وتعالى عليهم، وفيه يمتنع المسلمون عن الأكل والشرب والجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إلا في بعض الحالات التي أجازها الشرع، ومن هذه الحالات ما يتعلق بالأمراض، ومنها الربو، الذي يعد من الأمراض المزمنة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، الأمر الذي يثير تساؤلات حول حكم استخدام المصابين بالربو لبخاخ الربو أثناء الصيام.

أولاً: مفهوم الربو:

الربو هو مرض مزمن يصيب الجهاز التنفسي، ويتسبب في تضيق الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس والأزيز والصفير، وقد يكون الربو خفيفًا أو متوسطًا أو شديدًا، ويختلف العلاج باختلاف شدة المرض.

ثانيًا: بخاخ الربو:

بخاخ الربو هو جهاز يستخدم لإيصال الدواء إلى الرئتين، وهو يحتوي على أدوية تعمل على توسيع الشعب الهوائية وتخفيف الالتهاب، وتساعد على تحسين التنفس، ويوجد أنواع مختلفة من بخاخات الربو، منها ما يستخدم للوقاية من نوبات الربو، ومنها ما يستخدم لعلاج النوبات الحادة.

ثالثًا: حكم استخدام بخاخ الربو للصائم عند المالكية:

اختلف الفقهاء في حكم استخدام بخاخ الربو للصائم عند المالكية، فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز استخدام بخاخ الربو للصائم، لأن الرذاذ الذي يخرج من البخاخ يصل إلى الجوف، وبذلك يعتبر مفطرًا للصيام، وذهب آخرون إلى أن استخدام بخاخ الربو للصائم جائز، لأنه لا يصل إلى الجوف، وإنما يستقر في الحلق والقصبة الهوائية، وبالتالي لا يعتبر مفطرًا للصيام.

رابعًا: أدلة الفريق الأول:

استدل الفريق الأول على حرمة استخدام بخاخ الربو للصائم بعدة أدلة، منها:

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.

2. حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل شيء من الدخان جوف الإنسان وهو صائم فليتوضأ”.

3. القياس على حقنة الشرج والحجامة، حيث أنهما يفطران الصائم، لأن الدواء يصل إلى الجوف من خلالهما.

خامسًا: أدلة الفريق الثاني:

استدل الفريق الثاني على جواز استخدام بخاخ الربو للصائم بعدة أدلة، منها:

1. حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس على المحجوم ولا على المستحقن ولا على الذي يقطر في أذنيه حرج”.

2. القياس على القطرة التي توضع في العين، حيث أنها لا تفطر الصائم، لأنها لا تصل إلى الجوف.

3. أن بخاخ الربو لا يصل إلى الجوف، وإنما يستقر في الحلق والقصبة الهوائية، وبالتالي لا يعتبر مفطرًا للصيام.

سادسًا: الراجح من القولين:

الراجح من القولين هو القول الذي يجيز استخدام بخاخ الربو للصائم، وذلك لأن بخاخ الربو لا يصل إلى الجوف، وإنما يستقر في الحلق والقصبة الهوائية، وبالتالي لا يعتبر مفطرًا للصيام، وقد ذهب إلى هذا القول كثير من الفقهاء المعاصرين، ومنهم الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز.

سابعًا: الاحتياط في استخدام بخاخ الربو:

رغم أن الراجح من القولين هو جواز استخدام بخاخ الربو للصائم، إلا أنه ينبغي لمن يستخدم بخاخ الربو أن يتخذ الاحتياطات اللازمة، مثل عدم استخدام البخاخ في وقت قريب من الفجر أو المغرب، وذلك لتجنب وصول الرذاذ إلى الجوف، كما ينبغي التأكد من عدم وجود أي آثار للبخاخ في الحلق أو القصبة الهوائية بعد الانتهاء من استخدامه.

الخاتمة:

في ختام هذا المقال، نؤكد على أهمية استشارة الطبيب قبل استخدام بخاخ الربو للصائم، وذلك لتحديد الجرعة المناسبة والحالة التي يكون فيها استخدام البخاخ جائزًا، كما نؤكد على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وصول الرذاذ إلى الجوف.

أضف تعليق