حكم بناء الكنائس

حكم بناء الكنائس

حكم بناء الكنائس

مقدمة:

حكم بناء الكنائس في الإسلام هو أحد المواضيع التي أثارت الكثير من الجدل والنقاش على مر القرون. وقد تعددت الآراء حول هذا الموضوع، واختلفت الفتاوى الصادرة في شأنه باختلاف الزمان والمكان والظروف. وفي هذا المقال، سوف نستعرض حكم بناء الكنائس في الإسلام، بناءً على الأدلة الشرعية المعتمدة عند المسلمين.

1. الأدلة الشرعية:

القرآن الكريم: لم يرد في القرآن الكريم أي نص صريح يحرم بناء الكنائس أو غيرها من دور العبادة الأخرى غير المساجد.

السنة النبوية: ورد في السنة النبوية أحاديث تدل على جواز بناء الكنائس والمعابد الأخرى غير المساجد في بلاد المسلمين، ومنها:

– عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: “قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا عبيدة! لا تدع كنيسة إلا هدمتها، ولا تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته”. وهذا الحديث يدل على أن هدم الكنائس والمعابد الأخرى جائز في حالة الحرب أو الفتح.

– عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “لا تبنوا كنائس في الحجاز، ولا تجددوها”. وهذا الحديث يدل على أن بناء الكنائس والمعابد الأخرى في الحجاز مكروه.

الإجماع: لم ينعقد إجماع بين العلماء على تحريم بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلاد المسلمين.

2. أقوال العلماء:

قال جمهور العلماء: يجوز بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلاد المسلمين، بشرط ألا تكون هذه الكنائس والمعابد أعلى من المساجد، وألا تكون مزخرفة أو مزينة بأكثر مما يليق بالمساجد.

قال بعض العلماء: إن بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلاد المسلمين غير جائز، لأن هذا قد يؤدي إلى الإشراك بالله تعالى، أو إلى الفتنة بين المسلمين وغيرهم.

3. فتاوى العلماء المعاصرين:

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تجيز بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلاد المسلمين، بشرط ألا تكون هذه الكنائس والمعابد أعلى من المساجد، وألا تكون مزخرفة أو مزينة بأكثر مما يليق بالمساجد.

أصدرت هيئة كبار العلماء في السعودية فتوى تحرم بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلاد المسلمين، لأن هذا قد يؤدي إلى الإشراك بالله تعالى، أو إلى الفتنة بين المسلمين وغيرهم.

4. موقف الدول الإسلامية:

تختلف موقف الدول الإسلامية من بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلادها، فبعض الدول تجيز ذلك، وبعض الدول تحظره.

على سبيل المثال، تسمح تركيا والإمارات العربية المتحدة والبحرين بالبناء للكنائس والمعابد الأخرى، في حين تحظر السعودية وإيران والعراق والبحرين بناء الكنائس والمعابد الأخرى.

5. الأسباب التي أدت إلى منع بناء الكنائس في بعض الدول الإسلامية:

هناك عدة أسباب أدت إلى منع بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بعض الدول الإسلامية، ومنها:

منها الخوف من الإشراك بالله تعالى، أو من الفتنة بين المسلمين وغيرهم.

– الخوف من تحويل الكنائس والمعابد الأخرى إلى أماكن للتآمر ضد المسلمين.

– الخوف من أن تؤدي الكنائس والمعابد الأخرى إلى نشر عقائد غير إسلامية بين المسلمين.

6. الحلول المقترحة لهذه المشكلة:

هناك عدة حلول مقترحة لهذه المشكلة، منها:

– وضع ضوابط وشروط لبناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلاد المسلمين، مثل اشتراط الحصول على إذن من السلطات المختصة، واشتراط أن لا تكون هذه الكنائس والمعابد أعلى من المساجد، واشتراط أن لا تكون مزخرفة أو مزينة بأكثر مما يليق بالمساجد.

– فتح حوار بين المسلمين وغيرهم حول هذه القضية، بهدف الوصول إلى تفاهم مشترك.

– العمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم.

7. الخاتمة:

حكم بناء الكنائس في الإسلام هو موضوع معقد وشائك، وقد تعددت الآراء حوله واختلفت الفتاوى الصادرة في شأنه باختلاف الزمان والمكان والظروف. ويرى جمهور العلماء أنه يجوز بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلاد المسلمين، بشرط ألا تكون هذه الكنائس والمعابد أعلى من المساجد، وألا تكون مزخرفة أو مزينة بأكثر مما يليق بالمساجد.

وقد حظرت بعض الدول الإسلامية بناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلادها، بينما تجيز دول أخرى هذا الأمر، مع وضع ضوابط وشروط معينة. وهناك عدة حلول مقترحة لهذه المشكلة، منها وضع ضوابط وشروط لبناء الكنائس والمعابد الأخرى في بلاد المسلمين، وفتح حوار بين المسلمين وغيرهم حول هذه القضية، والعمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم.

أضف تعليق