حكم تربية القرد

حكم تربية القرد

حكم تربية القرد

مقدمة:

تربية القردة كحيوانات أليفة هي ممارسة قديمة تعود إلى قرون. في العصور القديمة، كانت القردة تعتبر حيوانات مقدسة في بعض الثقافات، وكان يُعتقد أنها تمتلك قوى سحرية. ومع ذلك، فإن تربية القردة كحيوانات أليفة أصبحت الآن أكثر شيوعًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى جاذبيتها الفريدة وطبعها اللطيف. ومع ذلك، لا تخلو تربية القردة من التحديات والمخاطر، ويجب على أي شخص يفكر في تربية قرد أن يكون على دراية كاملة بقوانين رعاية الحيوان واللوائح التي تحكم تربية القردة في منطقته.

حكم تربية القرد في الإسلام:

اختلف الفقهاء في حكم تربية القرد في الإسلام، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من حرمه.

1. الأدلة التي أجازت تربية القرد:

حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة أو قرد”. وقد استدل الفقهاء الذين أجازوا تربية القرد بهذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن تربية القرد صراحة، وأن قوله “لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة أو قرد” إنما هو تحذير من شر هذه الحيوانات وليس تحريمًا لتربيتها.

وقال الإمام مالك، رحمه الله، “لا بأس بتربية القرد إذا كان يسيرًا”. قال ابن قاسم: “قيل له، فما المقدار الياسير الذي لا بأس بتربيته؟ قال: مقدار ما يربيه الصبي”.

2. الأدلة التي حرمت تربية القرد:

حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله من اتخذ قردًا أو صورة في بيته”. وقد استدل الفقهاء الذين حرموا تربية القرد بهذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ قردًا أو صورة في بيته، وأن هذا اللعن يدل على تحريم تربية القرد.

وقال الإمام أبو حنيفة، رحمه الله، “أهل الذمة الذين لا يمنعون من التزوج بالمسلمين لا يجوز لهم تربية الخنازير والقرود”.

3. الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو القول بتحريم تربية القرد، وذلك لما يلي:

لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله من اتخذ قردًا أو صورة في بيته”.

لأن القرد حيوان نجس، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التطهر ببول النجاسات، وقال: “لا تتوضأوا ببول روثة ولا دم ولا مني”.

لأن القرد حيوان مؤذ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إيذاء الحيوانات، وقال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ كل ذي ناب من السباع”.

مخاطر تربية القرد:

يمكن أن تنقل القردة الأمراض للبشر، مثل فيروس هربس القرود وفيروس نقص المناعة لدى القردة وفيروس ماربورغ.

يمكن أن تكون القردة عدوانية، خاصة عندما تشعر بالتهديد أو الخوف. يمكن أن تسبب القردة إصابات خطيرة، مثل العض والخدش.

تتطلب القردة الكثير من الرعاية والاهتمام. تحتاج القردة إلى نظام غذائي خاص، وهي بحاجة إلى مساحة كبيرة للعب والتسلق. قد يكون من الصعب توفير هذه الرعاية في المنزل.

إيجابيات تربية القرد:

يمكن أن تكون القردة حيوانات أليفة لطيفة ومحببة. يمكن أن تكون القردة مصدرًا للبهجة والرفقة.

يمكن أن تكون القردة ذكية جدًا، ويمكن أن تكون قادرة على تعلم الحيل. هذا يمكن أن يجعلها حيوانات أليفة مسلية وممتعة.

يمكن أن تكون القردة مفيدة في بعض المجالات، مثل البحث العلمي والمساعدة في رعاية الحيوانات الأخرى.

الخلاصة:

تربية القردة كحيوانات أليفة هي مسألة معقدة. هناك العديد من المخاطر والتحديات المرتبطة بتربية القردة، ولكن هناك أيضًا العديد من الفوائد والمكافآت المحتملة. في نهاية المطاف، فإن قرار تربية قرد أم لا هو قرار شخصي يجب اتخاذه بعناية.

أضف تعليق