حكم حقن العضل فى الصيام

حكم حقن العضل فى الصيام

حكم حقن العضل في الصيام

المقدمة:

الصيام عبادة عظيمة فرضها الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان المبارك، وهو من أركان الإسلام الخمسة. كما أن الصيام له فضائل وأجر عظيم عند الله تعالى كما ورد في الحديث الشريف “الصوم جنة من النار”. وقد اختلف الفقهاء في حكم حقن العضل أثناء الصيام، فمنهم من قال أنه يفسد الصيام، ومنهم من قال أنه لا يفسده. وفي هذا المقال، سوف نتناول بالتفصيل حكم حقن العضل في الصيام، مستشهدين بالأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية وآراء الفقهاء.

1. تعريف حقن العضل:

حقن العضل هو عبارة عن إدخال مادة سائلة أو صلبة في العضلة من خلال الجلد. ويستخدم حقن العضل عادةً لإعطاء الأدوية أو اللقاحات.

2. حكم حقن العضل في الصيام عند الجمهور:

ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن حقن العضل لا يفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة:

– الدليل الأول: إن حقن العضل لا يصل إلى الجوف ولا يغذيه، وإنما هو مجرد إدخال مادة في العضلة.

– الدليل الثاني: لو كان حقن العضل يفسد الصيام، لكان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه، ولم يرد أي حديث صحيح أو ضعيف ينهى عن حقن العضل أثناء الصيام.

– الدليل الثالث: أن حقن العضل لا يختلف عن وضع الكحل في العين أو قطرة الأذن أو الحقنة الشرجية، وكل هذه الأشياء لا تفسد الصيام لأنها لا تصل إلى الجوف.

3. حكم حقن العضل في الصيام عند بعض الفقهاء:

ذهب بعض الفقهاء إلى أن حقن العضل يفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة:

– الدليل الأول: أن حقن العضل هو إدخال شيء إلى الجسم من خارج، وهذا ينافي معنى الصيام الذي هو الإمساك عن الطعام والشراب.

– الدليل الثاني: أن حقن العضل قد يؤدي إلى وصول المادة المحقونة إلى الجوف، وهذا يفسد الصيام.

– الدليل الثالث: أن حقن العضل قد يسبب ضررًا لصحة الصائم، وهذا يبطل الصيام.

4. حكم حقن العضل في الصيام في الحالات المختلفة:

– إذا كان حقن العضل ضروريًا لإنقاذ حياة الصائم، فلا يفسد الصيام.

– إذا كان حقن العضل غير ضروري ولكن كان مفيدًا لصحة الصائم، فلا يفسد الصيام.

– إذا كان حقن العضل غير ضروري وليس مفيدًا لصحة الصائم، ويسبب ضررًا له، فإنه يفسد الصيام.

5. حكم حقن العضل في الصيام للمرأة الحامل أو المرضع:

– إذا كانت المرأة الحامل أو المرضع مضطرة إلى حقن العضل، فلا يفسد صيامها.

– إذا كانت المرأة الحامل أو المرضع ليست مضطرة إلى حقن العضل، ولكنها فعلت ذلك اختيارًا، فإنها تفسد صيامها.

6. حكم حقن العضل في الصيام للمريض:

– إذا كان المريض مضطرًا إلى حقن العضل، فلا يفسد صيامه.

– إذا كان المريض غير مضطر إلى حقن العضل، ولكنه فعل ذلك اختيارًا، فإن صيامه يفسد.

الخاتمة:

بعد عرض أدلة الفقهاء في حكم حقن العضل في الصيام، نرجح الرأي القائل بأن حقن العضل لا يفسد الصيام، وذلك لأن حقن العضل لا يصل إلى الجوف ولا يغذيه، وإنما هو مجرد إدخال مادة في العضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *