حكم حلق الشارب

حكم حلق الشارب

مقدمة

الشَّارِبُ هوَ الشَّعَرُ الَّذِي يَنْبُتُ فَوْقَ الشَّفَّةِ العُلْيَا لِلإِنسَانِ، وقد كانَ حَلْقُ الشَّارِبِ منَ الأُمُورِ الْمَثِيرَةِ للِجَدَلِ على مرِّ التَّاريخ، ففي بعضِ الثَّقَافَاتِ، يُعْتَبَرُ حَلْقُ الشَّارِبِ عارًا وعلامةً على النَّقص، بينما في ثقافاتٍ أخرى يُعْتَبَرُ أمرًا طبيعيًّا ومقبولًا.

حُكمُ حَلْقِ الشَّارِبِ في الإسلام

اختلفَ الفقهاءُ في حُكْمِ حَلْقِ الشَّارِبِ، فذهبَ بعضُهُم إلى أنَّهُ حرامٌ، بينما ذهبَ آخرون إلى أنَّهُ مكروهٌ، بينما ذهبَ فريقٌ ثالث إلى أنَّهُ مُباحٌ.

أدلة تحريم حلق الشارب

استدلَّ القائلونَ بتحريمِ حَلْقِ الشَّارِبِ بحديثِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «غيِّرُوا الشَّيْبَ، ولَا تَشَبَّهُوا باليَهُودِ»، وقالوا إنَّ حَلْقَ الشَّارِبِ منَ الصِّفاتِ الَّتي تُشَبِّهُ المُسْلِم باليَهُود.

أدلة كراهة حلق الشارب

استدلَّ القائلونَ بكراهةِ حَلْقِ الشَّارِبِ بحديثِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «أَفْضَلُ ما بَدَّلَتْ أُمَّتِي أَنْ يَدَعُوا قَصَّ الشَّوَارِبِ وَإِرْخاءَ اللِّحَى»، وقالوا إنَّ حَلْقَ الشَّارِبِ مخالفٌ لِلسُّنَّةِ النَّبوية.

أدلة جواز حلق الشارب

استدلَّ القائلونَ بجوازِ حَلْقِ الشَّارِبِ بقولِه تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النجم: 39]، وقالوا إنَّ حَلْقَ الشَّارِبِ لا يُنَقِصُ منَ الدِّينِ شيئًا، ولا يُشَبِّهُ المُسْلِم بالكافرين.

حكم حلق الشارب في المذاهب الأربعة

ذهبَ المذاهبُ الأربعةُ إلى جوازِ حَلْقِ الشَّارِبِ، ولكنَّهم اختلفوا في درجةِ هذهِ الجواز، فقال الحنفيَّةُ إنَّه مُباحٌ إن تَجَمَّلَ بِهِ المُسْلِم، ومكروهٌ إن تَقَبَّحَ به، وقال الشَّافِعِيَّة والمالكيَّة والحنابلة إنَّه مكروهٌ تَكْرِيهًا تَنْزِيهِيًّا.

حكم حلق الشارب في العصر الحديث

في العصر الحديث، انتشرَ حَلْقُ الشَّارِبِ بين المُسْلِمِينَ في كثيرٍ من البلدان، وخاصةً في البلدانِ الَّتي تَأثَّرَت بالثَّقَافَةِ الغربيَّة، ويُعْتَبَرُ حَلْقُ الشَّارِبِ في هذهِ البلدان أمرًا طبيعيًّا ومقبولًا.

الخلاصة

ذهبَ الفقهاءُ إلى جوازِ حَلْقِ الشَّارِبِ، ولكنَّهم اختلفوا في درجةِ هذهِ الجواز، فقال الحنفيَّةُ إنَّه مُباحٌ إن تَجَمَّلَ بِهِ المُسْلِم، ومكروهٌ إن تَقَبَّحَ به، وقال الشَّافِعِيَّة والمالكيَّة والحنابلة إنَّهُ مكروهٌ تَكْرِيهًا تَنْزِيهِيًّا، وفي العصر الحديث، انتشرَ حَلْقُ الشَّارِبِ بين المُسْلِمِينَ في كثيرٍ من البلدان، وخاصةً في البلدانِ الَّتي تَأثَّرَت بالثَّقَافَةِ الغربيَّة، ويُعْتَبَرُ حَلْقُ الشَّارِبِ في هذهِ البلدان أمرًا طبيعيًّا ومقبولًا.

أضف تعليق