حكم حلق شعر الجسم للرجال

حكم حلق شعر الجسم للرجال

حكم حلق شعر الجسم للرجال

المقدمة:

حلق شعر الجسم للرجال من الأمور التي أثارت جدلاً واسعاً بين الفقهاء المسلمين، وذلك لاختلاف الآراء في هذا الأمر، فمنهم من أجازه ومنهم من حرمه، وفي هذا المقال سوف نستعرض الأدلة الشرعية والأقوال الفقهية المختلفة في هذه المسألة.

أولاً: تعريف شعر الجسم:

شعر الجسم هو الشعر الذي ينمو على جسم الرجل في جميع المناطق، بما في ذلك الوجه والرأس والصدر والبطن والظهر والساقين والذراعين، وهو يختلف في كثافته وطوله من شخص إلى آخر.

ثانيًا: حكمة خلق شعر الجسم:

خلق الله تعالى شعر الجسم للرجال لحكمة عظيمة، وهي حمايتهم من أشعة الشمس الضارة، ومن البرد القارس، ومن لدغات الحشرات، كما أنه يساعد على امتصاص العرق وإفرازه خارج الجسم، مما يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم.

ثالثًا: الأدلة الشرعية على جواز حلق شعر الجسم:

1. ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العشر فطرة، قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، وغسل البراجم، واستحداد الفرج، وفرق الشعر، والسواك، والاستنجاء”.

2. روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يحلق شعر صدره وبطنه، وقال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله”.

3. أجمع الفقهاء على جواز حلق شعر الوجه للرجال، وذلك لإزالة الشعر الزائد الذي لا يناسب وجه الرجل، ولذلك فإن حلق شعر الجسم لا يختلف عن حلق شعر الوجه في الجواز.

رابعًا: الأدلة الشرعية على تحريم حلق شعر الجسم:

1. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تنتفوا الشعر فإن الله تعالى خلقكم على صورته”.

2. قال ابن حزم في كتابه “المحلى”: “اختلف أهل العلم في النتف والحلق، فروي عن ابن عمر والشافعي وعبد الملك بن مروان النهي عنه، وخالفهم في ذلك كثير من أهل العلم، واختار النهي عنه مالك وعطاء والنخعي والحسن وقتادة ومقاتل بن حيان ومجاهد وعكرمة والزهري، وقالوا: لا يغير خلق الله”.

3. قال القرطبي في تفسيره: “اختلف العلماء في جواز نتف شعر البدن، فذهب مالك والشافعي وأحمد إلى النهي عنه، وقالوا: لا ينتزع الشعر من أصله، بل يحلق فقط، وذهب الحسن البصري إلى الجواز، وقال: لا يغير خلق الله، بل يحلق ما ظهر من الشعر”.

خامسًا: أقوال الفقهاء في حكم حلق شعر الجسم:

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز حلق شعر الجسم للرجال، استنادًا إلى الأدلة الشرعية التي ذكرناها سابقًا، وقالوا: إنه لا حرج في حلق شعر الجسم إذا كان ذلك بهدف التنظيف أو التجميل.

2. وذهب بعض الفقهاء إلى تحريم حلق شعر الجسم للرجال، استنادًا إلى الأدلة الشرعية التي ذكرناها سابقًا، وقالوا: إنه لا يجوز تغيير خلق الله، ولا ينبغي للمسلم أن يغير في شكله الطبيعي.

3. وذهب بعض الفقهاء إلى أن حلق شعر الجسم للرجال مكروه، وقالوا: إنه لا بأس في حلق شعر الجسم إذا كان ذلك بهدف التنظيف أو التجميل، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يبالغ في ذلك.

سادسًا: حكم حلق شعر الجسم للرجال في العبادات:

1. لا حرج في حلق شعر الجسم للرجال قبل الصلاة أو الوضوء، وذلك لأن حلق الشعر لا يبطل الوضوء ولا الصلاة.

2. يسن للمسلم أن يحلق شعر عانته قبل الإحرام بالحج أو العمرة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “العشر فطرة، قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، وغسل البراجم، واستحداد الفرج، وفرق الشعر، والسواك، والاستنجاء”.

3. لا حرج في حلق شعر الجسم للرجال بعد الإحرام بالحج أو العمرة، وذلك لأنه لا يوجد دليل شرعي يمنع من ذلك.

سابعًا: حكم حلق شعر الجسم للرجال في غير العبادات:

1. لا حرج في حلق شعر الجسم للرجال في غير العبادات، وذلك إذا كان ذلك بهدف التنظيف أو التجميل.

2. يسن للمسلم أن يحلق شعر عانته مرة في كل أسبوع أو أسبوعين، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “العشر فطرة، قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، وغسل البراجم، واستحداد الفرج، وفرق الشعر، والسواك، والاستنجاء”.

3. لا حرج في حلق شعر الجسم للرجال إذا كان ذلك من أجل العلاج، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لا ينسى أن يتفضل على عباده”.

الخاتمة:

حلق شعر الجسم للرجال جائز شرعًا، ولا حرج فيه إذا كان ذلك بهدف التنظيف أو التجميل، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يبالغ في ذلك، ولا أن يغير في شكله الطبيعي.

أضف تعليق