حكم سب الصحابه

حكم سب الصحابه

العنوان: حكم سب الصحابة

المقدمة:

الصحابة هم الجيل الذي عاصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وآمن به وصدقه، ونصره، وهاجر معه، وجاهد في سبيل الله معه. وهم الذين حملوا رسالته، ونشروا دينه، وأقاموا دولته. وقد حظي الصحابة رضوان الله عليهم بمكانة عظيمة في الإسلام، وأثنى عليهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في كثير من الآيات والأحاديث. ونهى الله تعالى عن سبهم ولعنهم وسب دينهم والتقليل من شأنهم.

حكم سب الصحابة:

اتفق علماء المسلمين على أن سب الصحابة رضوان الله عليهم حرام شرعًا، وأن من سبهم فقد ارتكب إثمًا عظيمًا. وقد استدلوا على ذلك بالعديد من الأدلة الشرعية، منها:

1. الأدلة القرآنية:

قال الله تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا} (الأحزاب: 58).

وقال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} (المائدة: 101).

2. الأدلة النبوية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه” (رواه البخاري ومسلم).

وقال صلى الله عليه وسلم: “لا تلعنوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل جبل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه” (رواه البخاري ومسلم).

3. إجماع العلماء:

أجمع علماء المسلمين على أن سب الصحابة رضوان الله عليهم حرام شرعًا، وأن من سبهم فقد ارتكب إثمًا عظيمًا.

السبب في تحريم سب الصحابة:

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم، منها:

1. أنهم معصومون من الذنوب:

لقد عصم الله تعالى الصحابة رضوان الله عليهم من الذنوب، فلا يجوز لأحد أن يتهمهم بالكذب أو النفاق أو الفسق أو غير ذلك من الذنوب.

2. أنهم أفضل الناس بعد الأنبياء:

لقد وصف الله تعالى الصحابة بأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء، حيث قال: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا} (الفتح: 18).

3. أنهم حملة رسالة الإسلام:

لقد حمل الصحابة رضوان الله عليهم رسالة الإسلام إلى العالمين، ونشروها بين الناس، وجاهدوا في سبيل الله حتى انتصر الإسلام.

4. أنهم أقاموا دولة الإسلام:

لقد أقام الصحابة رضوان الله عليهم دولة الإسلام، ونظموا شؤونها، وأسسوا نظامًا عادلاً للمجتمع الإسلامي.

5. أنهم فاتحون الديار:

لقد فتح الصحابة رضوان الله عليهم العديد من الديار ونشروا الإسلام فيها، وأسسوا حكومات إسلامية عادلة.

العقوبة المترتبة على سب الصحابة:

اختلف العلماء في العقوبة المترتبة على سب الصحابة رضوان الله عليهم، فمنهم من قال إنها القتل، ومنهم من قال إنها الحبس، ومنهم من قال إنها الجلد. ولكن جمهور العلماء على أن العقوبة المترتبة على سب الصحابة هي التعزير، وهو عقوبة يقدرها القاضي حسب ظروف القضية.

كيف نتجنب الوقوع في سب الصحابة:

هناك العديد من الأمور التي يجب علينا القيام بها حتى نتجنب الوقوع في سب الصحابة رضوان الله عليهم، منها:

1. أن نتعرف على الصحابة رضوان الله عليهم:

يجب أن نتعرف على الصحابة رضوان الله عليهم، وأن ندرس سيرتهم ونتعلم من أخلاقهم وفضائلهم.

2. أن نتحلى بالأدب مع الصحابة رضوان الله عليهم:

يجب أن نتحلى بالأدب مع الصحابة رضوان الله عليهم، وأن نتجنب ذكرهم إلا بخير.

3. أن ندعو الله تعالى أن يحفظنا من الوقوع في سب الصحابة:

يجب أن ندعو الله تعالى أن يحفظنا من الوقوع في سب الصحابة، وأن يوفقنا إلى اتباع هديهم والاقتداء بهم.

الخاتمة:

إن سب الصحابة رضوان الله عليهم حرام شرعًا، ونهى الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم عنه. وقد أجمع علماء المسلمين على أن من سب الصحابة فقد ارتكب إثمًا عظيمًا. لذلك يجب علينا أن نتجنب الوقوع في سب الصحابة، وأن نتحلى بالأدب معهم، وأن ندعو الله تعالى أن يحفظنا من الوقوع في سبهم.

أضف تعليق