المقدمة
البيرة هي أحد المشروبات الكحولية الأكثر شعبية في العالم، وهي مصنوعة من الحبوب المخمرة مثل الشعير والقمح والذرة. وتحتوي البيرة على نسبة منخفضة من الكحول تتراوح بين 3 و10%، ويختلف مذاقها ونكهتها حسب نوع الحبوب المستخدمة وطريقة تخميرها. وتُستهلك البيرة في جميع أنحاء العالم كمشروب اجتماعي أو كمشروب منعش في المناسبات المختلفة.
حكم الإفتاء في شرب البيرة
دار الإفتاء المصرية هي الهيئة الشرعية الرسمية في جمهورية مصر العربية، وهي المسؤولة عن الإجابة على جميع الأسئلة الشرعية التي يطرحها المسلمون. وقد أصدرت دار الإفتاء عدة فتاوى حول حكم شرب البيرة، حيث نصت الفتوى الأولى الصادرة في عام 1938 على أن شرب البيرة حرام شرعا لأنها من المشروبات الكحولية. واستندت هذه الفتوى إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تحرم الخمر والمسكرات.
الأدلة الشرعية على تحريم شرب البيرة
هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تثبت تحريم شرب البيرة، ومن أهمها:
– قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” (المائدة: 90).
– قوله تعالى: “ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون” (النساء: 43).
– حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام”.
– حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله حرم الخمر على كل نبي”.
الحكمة من تحريم شرب البيرة
هناك العديد من الحكم والمصالح التي تكمن وراء تحريم شرب البيرة، ومن أهمها:
– حماية صحة الإنسان، حيث أن شرب البيرة بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، مثل أمراض الكبد والقلب والسكتة الدماغية والسرطان.
– حماية العقل والسلوك، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي والإدراك، وقد يؤدي إلى ارتكاب الجرائم والأعمال غير الأخلاقية.
– حماية الأسرة والمجتمع، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى انهيار الأسرة وزيادة الجريمة وتفشي الفساد.
أضرار شرب البيرة على الصحة
هناك العديد من الأضرار التي يمكن أن يسببها شرب البيرة على الصحة، ومن أهمها:
– الإصابة بأمراض الكبد، حيث أن شرب البيرة بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وتشمعه، وقد يؤدي إلى الوفاة في النهاية.
– زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
– زيادة خطر الإصابة بالسرطان، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان الثدي والقولون والمستقيم والرئة والبروستاتا.
تأثير شرب البيرة على العقل والسلوك
هناك العديد من الآثار السلبية التي يمكن أن يسببها شرب البيرة على العقل والسلوك، ومن أهمها:
– فقدان الوعي والإدراك، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي والإدراك، وقد يؤدي إلى الدخول في غيبوبة في الحالات الشديدة.
– زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.
– زيادة خطر ارتكاب الجرائم والأعمال غير الأخلاقية، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي والإدراك، وقد يؤدي إلى ارتكاب الجرائم والأعمال غير الأخلاقية.
أضرار شرب البيرة على الأسرة والمجتمع
هناك العديد من الأضرار التي يمكن أن يسببها شرب البيرة على الأسرة والمجتمع، ومن أهمها:
– انهيار الأسرة، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى انهيار الأسرة بسبب المشاكل الزوجية والعنف المنزلي وإهمال الأطفال.
– زيادة الجريمة، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الجريمة بسبب فقدان الوعي والإدراك وارتكاب الجرائم والأعمال غير الأخلاقية.
– تفشي الفساد، حيث أن شرب البيرة يمكن أن يؤدي إلى تفشي الفساد بسبب انهيار الأسرة وزيادة الجريمة وانتشار الرشوة والمحسوبية.
حكم شرب الجعة لمرضى السكر
وفقاً للفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية عام 1938، فإن شرب الجعة للمسلمين حرام شرعاً، وعلى الرغم من أن نسبة الكحول في الجعة منخفضة مقارنة بالمشروبات الكحولية الأخرى، إلا أنها لا تزال تُصنف على أنها مشروب كحولي.
وعليه فإن شربها حرام شرعاً. وفي الوقت نفسه، فإن الاستهلاك المعتدل للجعة قد يُرتبط ببعض الفوائد الصحية المُحتملة، مثل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين صحة العظام. إلا أن هذه الفوائد لا تُعد مبرراً لشرب الجعة، حيث يُمكن الحصول عليها من مصادر أخرى غير كحولية.
وإذا كان الأمر يتطلب الحصول على المشروبات الكحولية، فيُمكن اللجوء إلى المشروبات الكحولية المباحة شرعاً، وعلى العموم، يجب على مرضى السكر الحد من استهلاكهم للكحول بشكل عام، حيث أن استهلاك الكحول المُفرط قد يتداخل مع الأدوية المُستخدمة لعلاج مرض السكر.
حكم شرب الجعة للسيدات
يتفق العلماء على تحريم تناول الخمر للمرأة المسلمة، ومن ثم يتفق على تحريم شرب الجعة التي تدخل في تكوينها نسبة من الكحول.
وذلك لأن الله تعالى نهى عن الخمر والمسكرات بشكل عام، وورد في القرآن الكريم قوله تعالى (وإنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) وقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).
كما وردت أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرم شرب الخمر منها قوله (كل مسكر خمر وكل خمر حرام وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمر على كل نبي) وقوله (إن الله حرم الخمر على كل نبي) وقوله (لا تشربوا الخمر فإنها أم الخبائث).
حكم شرب الجعة للحامل
يحرم على المرأة الحامل شرب الجعة أو أي مشروبات كحولية أخرى. وذلك لأن الكحول قد يتسبب بالعديد من المخاطر الصحية على الحامل والجنين، مثل:
– متلازمة الجنين الكحولي: وهي مجموعة من التشوهات الجسدية والعقلية التي قد تحدث للجنين نتيجة تعرضه للكحول أثناء الحمل.
– الإجهاض: قد يتسبب الكحول في الإجهاض المبكر أو المتأخر.
– الولادة المبكرة: قد يتسبب الكحول في الولادة المبكرة عن موعدها.
– انخفاض وزن الجنين: قد يتسبب الكحول في انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
– مشاكل التعلم: قد يتسبب الكحول في مشاكل التعلم والسلوك لدى الطفل بعد الولادة.
– الوفاة: قد يتسبب الكحول في وفاة الجنين قبل الولادة أو بعدها.
الخاتمة
في ضوء الأدلة الشرعية والحكمة من تحريم شرب البيرة، يتضح أن شرب البيرة حرام شرعا، ويجب على المسلم أن يبتعد عن شربها حفاظا على صحته وعقله وسلوكه وأسرته ومجتمعه.