حكم شعر عن التسامح

حكم شعر عن التسامح

المقدمة:

التسامح هو إحدى الفضائل الإنسانية الرائعة التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، ويتمثل في قدرة الإنسان على نسيان الإساءة التي تعرض لها، والتصالح مع من أساء إليه مهما كانت الإساءة شديدة. والتسامح لا يعني الضعف أو التخاذل، ولكنه يعني القوة والعزة، لأن الإنسان المتسامح لا يحمل ضغينة أو كراهية في قلبه، ولا يسعى إلى الانتقام ممن أساء إليه، بل يلتمس له العذر ويغفر له زلته، مهما كانت كبيرة.

أشكال التسامح:

التسامح مع النفس: وهو أن يغفر الإنسان لنفسه أخطاءه وزلاته، ولا يلقي اللوم على نفسه باستمرار، ولا يحاول معاقبة نفسه، بل يتقبلها كما هي، ويسعى إلى تغييرها إلى الأفضل.

التسامح مع الآخرين: وهو أن يغفر الإنسان لمن أساء إليه، ولا يحمل له ضغينة أو كراهية، ولا يسعى إلى الانتقام منه، بل يلتمس له العذر ويصفح عنه.

التسامح مع المجتمع: وهو أن يتقبل الإنسان مجتمعه كما هو، ولا ينتقد عيوبه ومساوئه باستمرار، بل يسعى إلى إصلاحه وتغييره إلى الأفضل.

خصائص المتسامح:

قوة الشخصية: يتميز المتسامح بقوة شخصيته وثقته بنفسه، فهو لا يخشى أن يغفر لمن أساء إليه، ولا يخشى أن يواجه انتقادات الآخرين له بسبب تسامحه.

الوعي: يتميز المتسامح بوعيه وإدراكه لحقيقة الحياة، فهو يعلم أن الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، وأن الخطأ أمر طبيعي، وأن لا أحد كامل، وأن التسامح هو أفضل طريقة للتعامل مع الأخطاء والإساءات.

الرحمة: يتميز المتسامح برحمته وحنانه، فهو يشفق على من أساء إليه، ويسعى إلى مساعدته وتقديم العون له، بدلاً من معاقبته أو الانتقام منه.

فوائد التسامح:

الصحة النفسية: يساعد التسامح على تحسين الصحة النفسية للإنسان، فهو يقلل من التوتر والقلق والاكتئاب، ويزيد من الشعور بالرضا والسلام الداخلي.

الصحة الجسدية: يساعد التسامح على تحسين الصحة الجسدية للإنسان، فهو يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.

العلاقات الاجتماعية: يساعد التسامح على تحسين العلاقات الاجتماعية للإنسان، فهو يقوي الروابط بين الناس، ويزيد من الثقة والتعاون والتفاهم بينهم.

خطوات التسامح:

اعترف بمشاعرك: الخطوة الأولى نحو التسامح هي الاعتراف بمشاعرك تجاه الإساءة التي تعرضت لها، سواء كانت غضباً أو حزناً أو خوفاً أو أي مشاعر أخرى.

افهم لماذا أساء إليك: حاول أن تفهم لماذا أساء إليك الشخص الآخر، فقد يكون قد فعل ذلك بسبب جهله أو ضعفه أو الظروف التي يمر بها.

سامح نفسك أولاً: قبل أن تسامح الآخرين، سامح نفسك على أي خطأ ارتكبته أو أي تقصير وقعت فيه، فلا أحد كامل ونحن جميعًا معرضون للوقوع في الخطأ.

سامح الآخرين: بعد أن تسامح نفسك، يمكنك أن تبدأ في مسامحة الآخرين، وذلك بأن تتخلى عن الغضب والكراهية والضغينة التي تحملها في قلبك تجاههم.

ابن علاقة جديدة: بعد أن تسامح الآخرين، حاول أن تبني علاقة جديدة معهم، قائمة على الاحترام المتبادل والثقة والتفاهم.

التسامح في الإسلام:

حث دين الإسلام على التسامح، ودعا المسلمين إلى مسامحة بعضهم بعضًا، ونسيان الإساءات التي تعرضوا لها، والتسامح مع غير المسلمين أيضًا.

ووردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على التسامح، منها قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” [مسلم].

وقال أيضًا: “من ترك العفو وهو قادر عليه لم يزل الله في سعة حتى يضيق عليه” [الترمذي].

التسامح في المسيحية:

حث دين المسيحية أيضًا على التسامح، ودعا المسيحيين إلى مسامحة بعضهم بعضًا، ونسيان الإساءات التي تعرضوا لها، والتسامح مع الآخرين أيضًا.

ووردت في الإنجيل العديد من التعاليم التي تحث على التسامح، منها قول السيد المسيح عليه السلام: “لِمَاذَا تَنْظُرُ إِلَى الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَلاَ تَتَأَمَّلُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟” [متى 7: 3].

وقال أيضًا: “وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلَّاتِكُمْ” [مرقس 11: 25].

التسامح في البوذية:

حث دين البوذية أيضًا على التسامح، ودعا البوذيين إلى مسامحة بعضهم بعضًا، ونسيان الإساءات التي تعرضوا لها، والتسامح مع الآخرين أيضًا.

ووردت في تعاليم بوذا العديد من النصائح التي تحث على التسامح، منها قوله: “التسامح هو أعظم الفضائل، وهو الذي يحقق السعادة والسلام”.

وقال أيضًا: “لا تحقد على أحد، لأن الحقد يجعلك سجينًا لكراهيتك”.

وقال أيضًا: “سامح دائمًا، لأن التسامح هو أقوى سلاح ضد الشر”.

الخاتمة:

التسامح فضيلة عظيمة لها فوائد عديدة على الصحة النفسية والجسدية والعلاقات الاجتماعية، وهو أمر ضروري لتحقيق السعادة والسلام في الحياة. وقد حثت جميع الديانات السماوية على التسامح، ودعت إلى مسامحة بعضنا بعضًا، ونسيان الإساءات التي تعرضنا لها، والتسامح مع الآخرين أيضًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *