حكم صلاة الغائب

حكم صلاة الغائب

مقدمة:

صلاة الغائب هي صلاة يؤديها المسلمون على المتوفى الذي لم يتمكنوا من الصلاة عليه في وقته، وهي صلاة سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها، وفي هذا المقال سنتناول حكم صلاة الغائب وأحكامها وكيفيتها.

أولا: مشروعية صلاة الغائب:

1. ثبت مشروعية صلاة الغائب عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو داود عن أنس رضي الله عنه قال: “صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة بالمدينة، ثم أتى قبرًا فأمر أن يُنبش فنبش، ثم صلى عليه”.

2. كما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على القبر إذا أتاه”.

3. وقد أجمع العلماء على أن صلاة الغائب سنة مؤكدة، وأنها من السنن المهجورة التي يجب إحياؤها.

ثانيا: حكم صلاة الغائب:

1. جمهور الفقهاء على أن صلاة الغائب سنة مؤكدة للرجال والنساء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى على جنازة فله قيراط، ومن صلى على اثنتين فله قيراطان، ومن صلى على ثلاث فله ثلاثة قيراط”.

2. وقال الحنفية: صلاة الغائب سنة للرجال فقط، ولا تجوز للنساء، لأنها صلاة جنازة، والصلاة على الجنازة من خصائص الرجال.

3. وقال المالكية: صلاة الغائب سنة للرجال والنساء، ولكنها أفضل للرجال، لأنهم هم الذين كانوا يصلون على الجنائز في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثا: شروط صلاة الغائب:

1. أن يكون المتوفى مسلمًا، ولا تصلى صلاة الغائب على الكافر أو المرتد.

2. أن يكون المتوفى قد صلى عليه في وطنه، فإن لم يُصل عليه في وطنه جازت صلاة الغائب عليه.

3. أن يكون المتوفى قد دفن، فلا تصلى صلاة الغائب على الميت الذي لم يدفن بعد.

رابعا: كيفية صلاة الغائب:

1. ينوي المصلي الصلاة على الميت، ويقول: “نويت أن أصلي على أخي فلان صلاة الغائب سنة لله تعالى”.

2. يكبر المصلي تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ سورة الفاتحة، ثم يقرأ سورة قصيرة، ثم يكبر أربع تكبيرات، وفي كل تكبيرة يدعو للميت بما يشاء.

3. بعد التكبيرة الرابعة يسلم المصلي عن يمينه وعن يساره، ويقول: “اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده”.

خامسا: فضل صلاة الغائب:

1. يكفر المصلي عن ذنوبه بصلاته على الميت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا كان له قيراط، ومن صلى عليه كان له قيراطان، ومن شهد دفنه كان له ثلاثة قيراط”.

2. يكتب المصلي أجره عند الله عز وجل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى على ميت من المسلمين صلاة واحدة كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات”.

3. يدعو المصلي للميت بالمغفرة والرحمة، ويستجيب الله دعاءه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم صلى على جنازة مسلم فشهدها حتى يصلى عليها إلا كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة”.

سادسا: آداب صلاة الغائب:

1. يقف المصلي في الصفوف مع الجماعة، ولا يتقدم عليهم.

2. يستقبل المصلي القبلة ويرفع يديه بالتكبير.

3. يقرأ المصلي سورة الفاتحة وسورة قصيرة بصوت منخفض.

4. يدعو المصلي للميت بالمغفرة والرحمة بعد كل تكبيرة.

5. يسلم المصلي عن يمينه وعن يساره بعد التكبيرة الرابعة.

سابعا: متى يُصلى صلاة الغائب:

1. يُصلى صلاة الغائب على من مات في بلد آخر ولم يتمكن أهله من نقله إلى بلده، أو مات في نفس البلد ولم يتمكن أهله من الصلاة عليه في وقته.

2. يُصلى صلاة الغائب على من مات في حادثة أو كارثة طبيعية ولم يتم التعرف على جثته.

3. تُصلى صلاة الغائب على من مات في سجن أو معتقل ولم يتمكن أهله من الصلاة عليه.

خاتمة:

صلاة الغائب من السنن المهجورة التي يجب إحياؤها، فهي صلاة سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، ولها فضل كبير عند الله عز وجل، وهي تكفر عن ذنوب المصلي وتكتب أجره عنده، وتستجاب دعوته للميت بالمغفرة والرحمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *