حكم عن الشماته

حكم عن الشماته

المقدمة:

الشماتة هي الشعور بالسرور والسعادة عند حدوث مصيبة أو مكروه لشخص آخر، وهي من الصفات المذمومة التي تدل على الحقد والحسد وضيق الصدر، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تحذر من الشماتة وتنهى عنها، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على حكم الشماتة في الإسلام وأقوال العلماء فيها، وما هي آثارها السلبية على الفرد والمجتمع.

1. تعريف الشماتة:

الشماتة هي الفرح بمصيبة شخص آخر أو حزنه أو فشله، وهي من الصفات الذميمة التي نهى عنها الإسلام وحذر منها، وقد عرفها العلماء بأنها “التلذذ بمصائب الآخرين”، وقال ابن حجر الهيتمي: “الشماتة هي الفرح بمصيبة الغير”.

2. حكم الشماتة في الإسلام:

الشماتة في الإسلام حرام ومذموم، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تحذر من الشماتة وتنهى عنها، ففي قوله تعالى: “وَلَا تَسْخَرُوا مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات: 11)، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: “وينهى تعالى عن السخرية والاستهزاء والاستخفاف، ويأمر بالنزاهة عن ذلك، وأن يكون المرء حسن الظن بالآخرين، ولا يلقبهم بألقاب قبيحة ممقوتة”.

3. آثار الشماتة السلبية على الفرد والمجتمع:

للشماتة آثار سلبية كثيرة على الفرد والمجتمع، ومنها:

الشعور بالذنب والندم: فالشخص الذي يشمت بمصيبة الآخرين غالبًا ما يشعر بالذنب والندم بعد ذلك، لأنه يدرك أنه قد فعل شيئًا قبيحًا ومذمومًا.

فقدان المحبة والألفة: فالشخص الذي يشمت بمصيبة الآخرين غالبًا ما يفقد محبة الناس وألفتهم، لأن الناس لا يحبون من يشمت بمصائبهم.

الوقوع في البلاء: فالشخص الذي يشمت بمصيبة الآخرين غالبًا ما يقع في البلاء، لأنه قد دعا على نفسه بالشر دون أن يدري.

4. أنواع الشماتة:

هناك نوعان رئيسيان من الشماتة:

الشماتة العلنية: وهي أن يظهر الشخص شماتته بمصيبة الآخرين علانية وبصوت مرتفع، وهذا النوع من الشماتة هو أكثر الأنواع قبحًا ومذمة.

الشماتة الخفية: وهي أن يخفي الشخص شماتته بمصيبة الآخرين، ولكنه يشعر بالسرور والفرح في داخله، وهذا النوع من الشماتة هو أقل قبحًا من النوع الأول، ولكنه لا يزال مذمومًا.

5. دوافع الشماتة:

هناك العديد من الدوافع التي قد تدفع الشخص إلى الشماتة بمصيبة الآخرين، ومنها:

الحقد والحسد: فالشخص الذي يحقد على الآخرين أو يحسدهم غالبًا ما يشمت بمصائبهم.

الغرور والكبر: فالشخص المغرور المتكبر غالبًا ما يشمت بمصائب الآخرين لأنه يرى نفسه أفضل منهم.

الشعور بالنقص: فالشخص الذي يشعر بالنقص غالبًا ما يشمت بمصائب الآخرين حتى يرفع من قدر نفسه.

6. كيفية التخلص من الشماتة:

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد الشخص على التخلص من الشماتة، ومنها:

تقوية الإيمان بالله تعالى: فالشخص الذي يؤمن بالله تعالى ويعلم أنه سيحاسب على أفعاله في الآخرة غالبًا ما يبتعد عن الشماتة.

التحلي بحسن الخلق: فالشخص الذي يتحلى بحسن الخلق غالبًا ما يتجنب الشماتة، لأنه يعلم أن الشماتة من الصفات السيئة.

الدعاء إلى الله تعالى: فالدعاء إلى الله تعالى بأن يخلصنا من الشماتة والحقد والحسد وغيرها من الصفات السيئة يمكن أن يكون له أثر كبير في التخلص من هذه الصفات.

الخاتمة:

الشماتة من الصفات المذمومة التي نهى عنها الإسلام وحذر منها، ولها آثار سلبية كثيرة على الفرد والمجتمع، ولذلك يجب على المسلم أن يتجنب الشماتة وأن يتحلى بحسن الخلق وأن يدعو إلى الله تعالى بأن يخلصنا من الشماتة والحقد والحسد وغيرها من الصفات السيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *