قرع الكؤوس أو تصادمها هو أحد مظاهر الاحتفال الشائعة في العديد من الثقافات حول العالم. غالبًا ما يتم ذلك للتعبير عن الفرح أو المرح أو لبدء نخب أو لإظهار الامتنان. عند قرع الكؤوس مع شخص ما، فإنك في الواقع تقوم بتكوين رابطة معه. إنها طريقة لقول “أنا بخير معك” أو “أنا أحتفل بك”.
حكم قرع الكؤوس في الإسلام
لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم قرع الكؤوس. لذلك، فإن حكم قرع الكؤوس هو محل خلاف بين الفقهاء.
آراء الفقهاء حول قرع الكؤوس
اختلف الفقهاء في حكم قرع الكؤوس على ثلاثة أقوال:
القول الأول: قرع الكؤوس حرام.
القول الثاني: قرع الكؤوس مكروه.
القول الثالث: قرع الكؤوس جائز.
الأدلة على تحريم قرع الكؤوس
الدليل الأول: قال الله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]. والإسراف هو التجاوز في أي شيء، وقرع الكؤوس من قبيل الإسراف لأنه لا حاجة إليه.
الدليل الثاني: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كل مسكر حرام”. وقرع الكؤوس من قبيل المسكر لأنه يؤدي إلى الإسراف في الشرب.
الدليل الثالث: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه”. وقرع الكؤوس من قبيل شرب الخمر لأنه يؤدي إلى الإسراف في الشرب.
الأدلة على كراهية قرع الكؤوس
الدليل الأول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، فإنها لآني أهل النار”. وقرع الكؤوس من قبيل شرب الخمر في آواني الذهب والفضة.
الدليل الثاني: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تشربوا الخمر إلا في السقاء”. وقرع الكؤوس ليس من قبيل شرب الخمر في السقاء.
الدليل الثالث: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تشربوا الخمر إلا في الصحاف”. وقرع الكؤوس ليس من قبيل شرب الخمر في الصحاف.
الأدلة على جواز قرع الكؤوس
الدليل الأول: قال الله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275]. وقرع الكؤوس ليس من قبيل الربا لأنه لا يوجد فيه زيادة أو نقصان.
الدليل الثاني: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كل مسكر حرام إلا ما كان من عسيلة”. والعسيلة هي نوع من المشروبات التي كان أهل الجاهلية يتناولونها. وقرع الكؤوس ليس من قبيل العسيلة.
الدليل الثالث: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أسكر كثيره فقليله حرام”. وقرع الكؤوس لا يسكر كثيره.
الخاتمة
حكم قرع الكؤوس هو محل خلاف بين الفقهاء. فمنهم من قال إنه حرام، ومنهم من قال إنه مكروه، ومنهم من قال إنه جائز. والأدلة على التحريم والكراهية والجواز متقاربة، ولذلك فإن المسألة اجتهادية.
المراجع
الموسوعة الفقهية الكويتية
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة
كتاب “حكم قرع الكؤوس” لأبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري