حكم قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

حكم قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

مقدمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فإن شهر رمضان هو شهر الصوم والقيام، وهو شهر الرحمة والمغفرة، وهو شهر التوبة والإنابة، وهو شهر القرآن والذكر، وهو شهر الدعاء والابتهال، وهو شهر الخير والبركة، وهو شهر العتق من النار.

قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].

فيا عباد الله، لقد أقبل شهر رمضان، وهو شهر عظيم، وهو موسم للعبادة والطاعة، وهو فرصة عظيمة للتزود للآخرة، فاستعدوا له وأقبلوا عليه بإيمان صادق، وإخلاص تام، وعزم ثابت، حتى تنالوا الأجر العظيم، والمثوبة الجزيلة.

أولاً: فضل الدعاء في شهر رمضان

شهر رمضان هو شهر الدعاء والإجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء في رمضان لا يرد”.

روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”.

فيا عباد الله، أكثروا من الدعاء في شهر رمضان، وادعوا الله تعالى بكل ما تريدون، من خير الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى كريم رحيم، وهو يجيب دعوة المضطر إذا دعاه.

ثانياً: الدعاء بصلاة اللهم بلغنا رمضان

سنّة مستحبة للمسلمين الدعاء بصلاة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وهي من الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

روى أبو داود والترمذي وابن ماجه، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم بلغنا رمضان، لا فاقدين ولا مفقودين، اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلاً”.

فيا عباد الله، أدعوا الله تعالى بصلاة اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وأكثروا من هذا الدعاء في شهر شعبان، وفي العشر الأواخر منه على وجه الخصوص.

ثالثاً: معنى قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

يعني اللهم بلغنا شهر رمضان لا مفقود منا ولا فاقد، أي لا ميت ولا مفقود، ولا مريض ولا غائب، ولا مسافر.

وقال بعض السلف: لا فاقدين في الدين، ولا مفقودين في الدنيا.

وقال بعضهم: لا فاقدين من أهلنا وأحبابنا، ولا مفقودين من صحتنا وعافيتنا.

رابعاً: حكم قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين هو دعاء مباح، لا بأس به، بل هو مستحب.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: “قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين دعاء مباح ومستحب، ولا حرج فيه، ولا يشرع له وقت معين، ويجوز الدعاء به في أي وقت”.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين دعاء حسن، ولا بأس به، ولا حرج فيه”.

خامساً: فضل الدعاء بقول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

فضل الدعاء بقول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين أنه إظهار للأمل في بلوغ شهر رمضان، والتطلع إليه، والرجاء في أن يبلغه الله تعالى إياه.

وهو أيضاً دعاء بالسلامة والعافية في الدنيا والآخرة، ودعاء بحفظ الأهل والأحباب والصحة والعافية.

سادساً: آداب الدعاء بقول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

من آداب الدعاء بقول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين:

– أن يكون الدعاء بقلب خاشع، ولسان صادق.

– أن يدعو المسلم لنفسه ولأهله وللمسلمين جميعاً.

– أن يكرر الدعاء في شهر شعبان، وفي العشر الأواخر منه على وجه الخصوص.

– أن يكون الدعاء مصحوباً بالأعمال الصالحة، كالصدقة والصلاة والصيام.

سابعاً: خاتمة

نسأل الله تعالى أن يبلغنا شهر رمضان، وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يعيننا على طاعته، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه.

اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلاً.

اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وأفرج عن أسرانا، وآمن بلادنا، وأصلح ذات بيننا، وأهدنا سواء السبيل.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أضف تعليق