حكم قول ذهب الظَّمَأُ وابتلت العروق

حكم قول ذهب الظَّمَأُ وابتلت العروق

مُقدمة:

وَزَعَ اللهُ في الكونِ ثَرواتٍ طَبيعيةٍ عظيمةٍ، وهو الرَّحمن الرَّحيم، ورَزَقَنا اللَّه من الخَيرِ الكثير فيما يُحيي الحياةَ ويُبقيها ويدفعُ عنها الآفات والمخاطر، ويُحقِّق النُّمو، ويَمنح الجَمال والحُسن والمتعة، ويُشعرنا بالإحساس الدَّافئِ بالطمأنينة والراحة والاطمئنان، ومن هذه النِّعم والخيرات العظيمة “المَاء”، فقد خلقَه اللهُ وَجهَا للحياةِ والبقاءِ واستمرار النمو والتَّقدُّم.

العَطَش:

العطَشُ شُعورٌ قوي بالنَّفور، وهو احساس تُصَاحِبُهُ رَغبةٌ في شُرب الماء، ويَحدُثُ العَطَشُ عِندَ نفاد ماء الجَسَد، فيَفقدُ الجَسَدُ مُستوى سائله الطبيعي،

إذ يُمثِّل السَّائِلُ %60 من وزن الجسم، ويتمُّ نقل السَّائِل إلى الخَلايا الموجودة في الأنسجة، ويُطلَق عَلَيْهَا البلازما، وهي سائِلٌ لازجٌ يَحتوي على الكَثير من البروتينات وَالعناصر المهمَّة الأخرى التي تعمل على تغذية الخَلايا وتَخلِصُها من فضلات الاستقلاب، ويَتَّسِمُ السَّائِلُ داخل الخَلايا باللَّزوجة العالية، وهُو ما يُساعِدُ على توفير الغِذاء المطلوب للخلايا عن طريق التَّحَكُّم في دخول المواد الغذائية وخروج الفضلات.

جَفافُ العُروق:

جَفافُ العُروق هو اضطرابٌ في جَريان الدَّم عن طريق العُروق والشَّرايين، ويُؤدِّي جَفافُ العُروق إلى عدم وصول الدَّم إلى جميع أجزاء الجسم، وضَعْف تدفُّق العَصارة الخلوية، وبِتالي يَكونُ مُستوى السَّائِل داخل الخَلايا أقلُّ من المُستوى المُماثِل عند الخَلايا السليمة.

أسباب جَفاف العُروق:

نقص السَّوائل في الجسم، وهي الحَالة التي يَفقدُ فيها الجسم الماء أكثر من كمية السَّوائل التي يَكتسِبُها من شُرب الماء أو السَّوائل الأخرى، وهذا يَحدُث في حالة عدم شُرب الماء لفترات طويلة.

الإسهال المُستَمِرّ.

القَيء المُستَمِرّ.

ارتفاع درجة حرارة الجسم، وخاصَّةً في فَصل الصيف.

التعرُّق الزائد.

عدم التَّغذية السَّليمة.

بعض الأمراض مثل السُّكَّري والكُلَى والقَلْب.

بعض الأدوية مثل مُدِرَّات البَول.

أَعراض جَفاف العُروق:

شُعور بالتَّعب والإرهاق.

الدُّوخة والدَّوار.

رؤية مُتشوِّشة.

صداع الرَّأس.

جَفاف الجلد والشَّفتين.

الإسْهال والإقياء المُستَمِرّين.

انخفاض مستوى ضَغط الدَّم.

انخفاض كمية البول.

مُعالجة جَفاف العُروق:

شُرب الماء بكميات مُناسبة ومتواصلة.

تَناول الفُواكه والخَضروات الغنية بالسَّوائل.

تَجنُّب شُرب الكحول والتَّدخين.

تَجنُّب التواجد في الأماكن الحارَّة لفترات طويلة.

تَناول الأدوية المُناسبة في حالة المُعاناة من الإسهال المُستَمِرّ أو القَيء المُستَمِرّ.

خُلاصة:

وَقَد خَلَقَ اللهُ تَعالى الجَسَدَ على نحوٍ يُمكِّنُهُ من الحِفاظ على المُستويات الطبيعية للجفاف، ولكن عندما يَنفد ماء الجَسَد تحدث حالة العَطَش، وإذا لم يُعالج العَطَش يَحدُثُ جَفافٌ في العُروق يُعالجُهُ شُرب الماء والابتعاد عن شُرب الكحوليات، وهذا هو معنى تَمثِيل “ذَهَبَ الظَّمأُ وَابتَلَّتِ العُروق”، أي أنَّ الإنسانَ إذا شَرِبَ الماءَ بعد فترة من العَطَش أَحسَّ بوُصول الماء إلى جَسَدِه، وجَربَ لَذّةً وانشِراحًا، وأيقَنَ بالرَّاحة؛ وذلك لأن الماءَ قد عاد إلى وضْعِهِ النَّطبيعي في جَسَدِه، ولأن الماءَ قد انتَشر في عُروقِهِ وعَوَضَ ما فُقِدَ منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *