حكم قول كل عام وانتم بخير

حكم قول كل عام وانتم بخير

حكم قول كل عام وأنتم بخير

المقدمة:

إن عبارة “كل عام وأنتم بخير” هي عبارة شائعة يتم تداولها بين المسلمين وغير المسلمين خلال الأعياد والمناسبات السعيدة، وهي عبارة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والتمنيات بالخير والبركة والسرور. ولكن هل يجوز قول هذه العبارة من الناحية الدينية؟ وهل هناك ما يمنع من قولها؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أولاً: حكم قول كل عام وأنتم بخير من الناحية الدينية:

إن حكم قول كل عام وأنتم بخير من الناحية الدينية هو محل خلاف بين الفقهاء، فمنهم من أجاز قولها ومنهم من منعها، وذلك لاختلافهم في تفسيرها ومعناها.

1. الفريق الأول: يرى الفريق الأول من الفقهاء أن قول كل عام وأنتم بخير جائز ولا حرج فيه، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

أن هذه العبارة هي دعاء وطلب للخير والبركة من الله تعالى، وهذا أمر جائز ومستحب في الشريعة الإسلامية.

أن هذه العبارة لا تتضمن أي معنى من معاني الشرك أو الكفر، فهي لا تعني أن الإنسان يتمنى الخير من غير الله تعالى.

أن هذه العبارة قد وردت عن بعض الصحابة والتابعين، وهذا يدل على أنها جائزة شرعًا.

2. الفريق الثاني: يرى الفريق الثاني من الفقهاء أن قول كل عام وأنتم بخير غير جائز، واستدلوا على ذلك أيضًا بعدة أدلة، منها:

أن هذه العبارة قد تكون سببًا في الوقوع في الشرك، وذلك إذا اعتقد الإنسان أن الخير والبركة يأتيان من غير الله تعالى.

أن هذه العبارة قد تكون سببًا في الغفلة عن فضل الله تعالى ونعمه، حيث إنها قد تُشعر الإنسان أنه يستحق الخير والبركة دون أي جهد أو عمل.

أن هذه العبارة قد تكون سببًا في الإحباط واليأس، وذلك إذا لم تتحقق الأمنيات والآمال التي يتمنى الإنسان تحقيقها في العام الجديد.

الموقف الراجح:

الموقف الراجح هو أن قول كل عام وأنتم بخير جائز ولا حرج فيه، وذلك لأن هذه العبارة هي دعاء وطلب للخير والبركة من الله تعالى، وهذا أمر جائز ومستحب في الشريعة الإسلامية. ولكن يجب أن ينتبه المسلم إلى أنه لا يجوز أن يعتقد أن الخير والبركة يأتيان من غير الله تعالى، وأن عليه أن يجتهد بالعمل الصالح لكي ينال رضا الله تعالى وفضله.

ثانيًا: آداب قول كل عام وأنتم بخير:

إذا أردت أن تقول كل عام وأنتم بخير، فعليك أن تلتزم ببعض الآداب، منها:

أن تقول هذه العبارة بصدق وإخلاص، وأن تتمنى الخير والبركة لمن تقولها له.

أن لا تقول هذه العبارة لمن لا تعرفه أو لا تحبه، فهذا قد يُعتبر من باب التملق أو النفاق.

أن لا تقول هذه العبارة في الأوقات غير المناسبة، مثل أوقات الحزن أو الكوارث.

ثالثًا: بدائل قول كل عام وأنتم بخير:

إذا كنت لا ترغب في قول كل عام وأنتم بخير، فيمكنك أن تستبدلها بعبارات أخرى، مثل:

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

عظم الله أجركم.

كل عام وأنتم بخير وعافية.

أعاد الله عليكم وعلى أمتنا الإسلامية بالخير واليمن والبركات.

رابعًا: أهمية الدعاء في الأعياد والمناسبات:

إن الدعاء في الأعياد والمناسبات هو أمر مستحب ومؤكد في الشريعة الإسلامية، وذلك لأن هذه الأوقات هي أوقات فضل وإجابة للدعاء. لذلك يجب على المسلم أن يغتنم هذه الأوقات ويدعو الله تعالى بالخير والبركة لنفسه ولأهله وللمسلمين جميعًا.

خامسًا: الدعاء للمتوفين في الأعياد والمناسبات:

لا تنسى أن تدعو للمتوفين من أهلك وأصدقائك في الأعياد والمناسبات، فهذا من أفضل الأعمال التي يمكنك أن تفعلها لهم. يمكنك أن تدعو لهم بالرحمة والمغفرة وأن يدخلهم الله تعالى في جناته.

سادسًا: التهنئة بالعيد من مظاهر التلاحم الاجتماعي:

إن تبادل التهاني بالعيد من مظاهر التلاحم الاجتماعي بين المسلمين، فهو يزيد من المحبة والألفة بينهم ويوطد أواصر الأخوة الإسلامية. لذلك يجب على المسلم أن يبادر إلى تهنئة أقاربه وأصدقائه وجيرانه بالعيد، وأن يشاركهم فرحتهم وسعادتهم.

سابعًا: حكم الاحتفال بالأعياد والمناسبات:

يجوز للمسلم الاحتفال بالأعياد والمناسبات التي شرعها الإسلام، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى والمولد النبوي الشريف، وذلك بالقيام بالأعمال الصالحة التي شرعها الإسلام في هذه الأعياد والمناسبات، مثل صلاة العيد وتقديم الأضحية وتبادل التهاني والهدايا. ولكن لا يجوز للمسلم الاحتفال بالأعياد والمناسبات التي لم يشرعها الإسلام، مثل رأس السنة الميلادية وعيد الحب وعيد الأم، وذلك لأن هذه الأعياد والمناسبات مخالفة لشرع الإسلام.

الخلاصة:

إن قول كل عام وأنتم بخير جائز ولا حرج فيه، وذلك لأن هذه العبارة هي دعاء وطلب للخير والبركة من الله تعالى، وهذا أمر جائز ومستحب في الشريعة الإسلامية. ولكن يجب أن ينتبه المسلم إلى أنه لا يجوز أن يعتقد أن الخير والبركة يأتيان من غير الله تعالى، وأن عليه أن يجتهد بالعمل الصالح لكي ينال رضا الله تعالى وفضله.

أضف تعليق