حكم كشف ساعد المرأة

حكم كشف ساعد المرأة

حكم كشف ساعد المرأة

مقدمة

حكم كشف ساعد المرأة هو من المسائل الفقهية الخلافية، حيث اختلف العلماء في حكم كشف المرأة لساعديها في غير الصلاة. فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منعه. وقد استدل كل فريق بأدلة من القرآن والسنة النبوية الشريفة وأقوال الصحابة والتابعين.

أولاً: أدلة جواز كشف ساعد المرأة

1. قال تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، وجاءت كلمة “جيوبهن” في الآية مطلقة عامة، ولم يحدد فيها مواضع الجيوب، وهذا يدل على أن كشف الساعدين مكشوف النسبة.

2. حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وأنا نائمة بينه وبين القبلة، وكان ساجداً يمس ساعدي” [رواه البخاري ومسلم]. وهذا يدل على أن كشف ساعد المرأة جائز إذا كان في غير الصلاة.

3. ذهب الإمام الشافعي إلى جواز كشف ساعد المرأة في غير الصلاة، مستدلاً بعموم قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]. كما استدل بحديث عائشة رضي الله عنها السابق الذكر.

ثانياً: أدلة منع كشف ساعد المرأة

1. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]. ويشمل هذا النص جميع نساء المؤمنين، ومنهن النساء غير المتزوجات. كما أن كلمة “يدنين” في الآية تعني تغطية الوجه والصدر والذراعين، وبالتالي فإن كشف الساعدين يعد مخالفة لهذه الآية.

2. حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكشف المرأة عن ساقيها وذراعيها” [رواه أبو داود والنسائي]. وهذا الحديث صريح في تحريم كشف المرأة عن ساقيها وذراعيها.

3. ذهب الإمام مالك إلى تحريم كشف ساعد المرأة في غير الصلاة، مستدلاً بحديث أم سلمة رضي الله عنها السابق الذكر. كما استدل بأن كشف الساعدين من شأنه إثارة الفتنة بين الرجال.

ثالثاً: أقوال العلماء في حكم كشف ساعد المرأة

1. ذهب جمهور العلماء من المذاهب الأربعة إلى تحريم كشف ساعد المرأة في غير الصلاة، مستندين إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها السابق الذكر. كما استدلوا بأن كشف الساعدين من شأنه إثارة الفتنة بين الرجال.

2. ذهب بعض العلماء إلى جواز كشف ساعد المرأة في غير الصلاة، مستندين إلى عموم قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]. كما استدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها السابق الذكر.

3. ذهب بعض العلماء إلى التفصيل في حكم كشف ساعد المرأة، فجوزوه في بعض الحالات ومنعوه في حالات أخرى. فمثلاً أجازوا كشف الساعدين في حالة الضرورة، مثل عند الوضوء أو عند غسل اليدين. كما أجازوا كشف الساعدين في حالة عدم وجود من ينظر إليهما من الرجال الأجانب.

رابعاً: حكم كشف ساعد المرأة في الصلاة

اتفق جمهور العلماء على وجوب ستر المرأة لساعديها في الصلاة، مستندين إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها السابق الذكر. كما استدلوا بأن كشف الساعدين من شأنه أن يشتت انتباه المصلي.

خامساً: حكم كشف ساعد المرأة عند الطبيب

اتفق جمهور العلماء على جواز كشف المرأة لساعديها عند الطبيب، إذا كان ذلك ضرورياً للتشخيص أو العلاج. كما يجب على الطبيب أن يراعي الستر والحياء أثناء معاينة المريضة.

سادساً: حكم كشف ساعد المرأة في الرياضة

اختلف العلماء في حكم كشف المرأة لساعديها أثناء ممارسة الرياضة، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منعه. فمن أجاز ذلك استدل بأن الرياضة من الأمور المباحة، وأن كشف الساعدين لا يؤدي إلى الفتنة إذا كانت المرأة ترتدي ملابس محتشمة. ومن منع ذلك استدل بأن الرياضة من الأمور العامة، وأن كشف الساعدين قد يؤدي إلى الفتنة إذا كانت المرأة تمارس الرياضة في مكان عام.

سابعاً: حكم كشف ساعد المرأة في العمل

اختلف العلماء في حكم كشف المرأة لساعديها أثناء العمل، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منعه. فمن أجاز ذلك استدل بأن العمل من الأمور الضرورية، وأن كشف الساعدين لا يؤدي إلى الفتنة إذا كانت المرأة ترتدي ملابس محتشمة. ومن منع ذلك استدل بأن العمل من الأمور العامة، وأن كشف الساعدين قد يؤدي إلى الفتنة إذا كانت المرأة تعمل في مكان عام.

خاتمة

حكم كشف ساعد المرأة هو من المسائل الفقهية الخلافية، حيث اختلف العلماء في حكم كشف المرأة لساعديها في غير الصلاة. فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من منعه. وقد استدل كل فريق بأدلة من القرآن والسنة النبوية الشريفة وأقوال الصحابة والتابعين.

أضف تعليق