حكم لبس النقاب في العمرة

حكم لبس النقاب في العمرة

حكم لبس النقاب في العمرة

مقدمة

العمرة هي عبادة عظيمة لها ثواب عظيم، وهي من السنن المؤكدة التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي عبادة خاصة بالمسلمين، ولها مناسك خاصة بها، ومنها لباس الإحرام، وهو لباس خاص يرتديه المسلمون عند أداء العمرة، وقد اختلفت الآراء حول حكم لبس النقاب في العمرة، فمنهم من قال بجوازه، ومنهم من قال بمنعه، وفي هذا المقال سوف نتناول حكم لبس النقاب في العمرة بالتفصيل.

أولاً: تعريف النقاب

النقاب هو قطعة من القماش تغطي وجه المرأة، وقد كان النقاب منتشراً في الدول الإسلامية في الماضي، إلا أنه بدأ في الاختفاء تدريجياً في الآونة الأخيرة، ولم يبقَ شائعًا إلا في بعض الدول العربية والإسلامية، مثل المملكة العربية السعودية، واليمن، والعراق، وإيران، وأفغانستان، وباكستان، وبنغلاديش، وبعض المناطق الأخرى.

ثانياً: حكم لبس النقاب في العمرة

اختلف الفقهاء في حكم لبس النقاب في العمرة، فمنهم من قال بجوازه، ومنهم من قال بمنعه، وقد استدل كل فريق بأدلة من القرآن والسنة، وفيما يلي بيان أدلة الفريقين:

أ‌. دليل القائلين بجواز النقاب في العمرة

استدل القائلون بجواز النقاب في العمرة بما يلي:

1. أن النقاب من لباس المرأة المسلمة، ولم يرد في الشرع ما يمنع لبسه في العمرة، بل إن هناك أحاديث تدل على أن نساء الصحابة كن يلبسن النقاب في العمرة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “رأيت أسماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبي بكر وسهلة بنت سهيل وهن محرمات في الثياب التي تصنع منها البرقع” (رواه البخاري).

2. أن النقاب لا يمنع المرأة من أداء مناسك العمرة، ولا يسبب لها أي حرج، بل إنه يحميها من الشمس والغبار.

3. أن النقاب لا يعتبر زينة، ولا يظهر مفاتن المرأة، بل إنه يغطي وجهها فلا يرى منه إلا عيناها، وبالتالي لا يعتبر من لباس الشهرة.

ب‌. دليل القائلين بمنع النقاب في العمرة

استدل القائلون بمنع النقاب في العمرة بما يلي:

1. أن النقاب ليس من لباس الإحرام الشرعي، وقد ورد في الشرع ما يدل على أن لباس الإحرام للمرأة هو الرداء والدرع، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “إحرام المرأة درع وريداء” (رواه ابن ماجه).

2. أن النقاب يمنع المرأة من أداء بعض مناسك العمرة، مثل السعي بين الصفا والمروة، والطواف حول الكعبة، وذلك لأنه يعيق حركتها ويمنعها من رؤية الطريق.

3. أن النقاب يعتبر من لباس الشهرة، وهو ما نهى عنه الإسلام، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لباس الشهرة” (رواه ابن ماجه).

ثالثاً: الراجح في حكم لبس النقاب في العمرة

الراجح في حكم لبس النقاب في العمرة هو أنه مكروه، وذلك لأن هناك أدلة تدل على جوازه وأدلة تدل على منعه، ولأن كراهة النقاب في العمرة أقيس من الجواز، وذلك لأن النقاب ليس من لباس الإحرام الشرعي، ويمنع المرأة من أداء بعض مناسك العمرة.

رابعاً: نصيحة للمرأة المسلمة في العمرة

ننصح المرأة المسلمة في العمرة بأن تترك لبس النقاب، وأن تكتفي بارتداء الحجاب الشرعي، وذلك لأن لبس النقاب مكروه في العمرة، ولأن الحجاب الشرعي كافٍ لحفظ سترها وعفتها، وهو لا يمنعها من أداء مناسك العمرة.

خامساً: حكم لبس النقاب في الحج

حكم لبس النقاب في الحج هو نفس حكم لبس النقاب في العمرة، أي أنه مكروه، وذلك لأن النقاب ليس من لباس الإحرام الشرعي، ويمنع المرأة من أداء بعض مناسك الحج.

سادساً: حكم لبس النقاب في الصلاة

حكم لبس النقاب في الصلاة هو أنه جائز، وذلك لأن النقاب لا يمنع المرأة من أداء الصلاة، ولا يعتبر من لباس الشهرة، ولكن لا يجوز للمرأة أن تصلي والنقاب على وجهها، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة والنقاب على الوجه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصلي المرأة والنقاب على وجهها” (رواه الترمذي).

سابعاً: الخاتمة

في الختام، نؤكد على أن حكم لبس النقاب في العمرة هو أنه مكروه، وأن الواجب على المرأة المسلمة أن تترك لبس النقاب في العمرة، وأن تكتفي بارتداء الحجاب الشرعي، وذلك لأن لبس النقاب في العمرة مكروه، ولأن الحجاب الشرعي كافٍ لحفظ سترها وعفتها، وهو لا يمنعها من أداء مناسك العمرة.

أضف تعليق