حكم مصر بعد موت الإسكندر
مقدمة:
بعد وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، دخلت مصر في فترة من عدم الاستقرار السياسي. تنازع العديد من القادة على السلطة، مما أدى إلى حروب أهلية طويلة. وفي النهاية، تمكن بطليموس الأول سوتر، أحد أتباع الإسكندر، من السيطرة على مصر وتأسيس سلالة البطالمة، التي حكمت مصر لمدة ثلاثة قرون.
1. تقسيم إمبراطورية الإسكندر:
بعد وفاة الإسكندر الأكبر، انقسمت إمبراطوريته الشاسعة بين قادته. وأصبحت مصر جزءًا من نصيب بطليموس الأول سوتر، الذي اتخذ لقب “ساتراب مصر”.
2. تأسيس سلالة البطالمة:
في عام 305 قبل الميلاد، أعلن بطليموس الأول سوتر نفسه ملكًا على مصر، وأسس بذلك سلالة البطالمة. حكمت هذه السلالة مصر لمدة ثلاثة قرون، حتى غزاها الرومان في عام 30 قبل الميلاد.
3. سياسة البطالمة في مصر:
اتبع البطالمة سياسة الانفتاح على الثقافة اليونانية، مما أدى إلى ازدهار الثقافة الهلنستية في مصر. كما شجع البطالمة التجارة، مما جعل مصر مركزًا تجاريًا مهمًا في العالم القديم.
4. الإنجازات الثقافية للبطالمة:
من أهم الإنجازات الثقافية للبطالمة مكتبة الإسكندرية، التي كانت واحدة من أكبر المكتبات في العالم القديم. كما أسس البطالمة متحف الإسكندرية، الذي كان مركزًا للبحث العلمي.
5. الحروب الخارجية للبطالمة:
خاض البطالمة العديد من الحروب الخارجية، سواء للدفاع عن مصر أو لتوسيع أراضيهم. ومن أهم هذه الحروب الحرب السورية الثالثة، التي انتهت بهزيمة البطالمة وفقدانهم السيطرة على سوريا وفينيقيا.
6. نهاية سلالة البطالمة:
انتهت سلالة البطالمة في عام 30 قبل الميلاد، عندما غزا الرومان مصر وحولوها إلى مقاطعة رومانية. وكان آخر ملوك البطالمة كليوباترا السابعة، التي انتحرت بعد هزيمتها أمام الرومان.
7. آثار البطالمة في مصر:
ترك البطالمة العديد من الآثار في مصر، من أهمها مكتبة الإسكندرية ومتحف الإسكندرية. كما بنى البطالمة العديد من المعابد والمدن، منها مدينة الإسكندرية، التي أصبحت عاصمة مصر خلال فترة حكم البطالمة.
الخاتمة:
حكمت سلالة البطالمة مصر لمدة ثلاثة قرون، وشهدت مصر خلال هذه الفترة ازدهارًا ثقافيًا وتجاريًا كبيرًا. ومع ذلك، انتهت سلالة البطالمة في النهاية على يد الرومان، الذين غزوا مصر وحولوها إلى مقاطعة رومانية.