المقدمة
رمضان هو شهر الصيام والعبادة، وهو شهر تزداد فيه طاعات المؤمنين وتقربهم إلى الله تعالى، ولكن هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها في هذا الشهر الفضيل، ومنها حكم مكالمة المرأة للرجل عبر الهاتف، فهل يجوز ذلك أم لا؟
حكم مكالمة المرأة للرجل عبر الهاتف في رمضان
اختلف العلماء في حكم مكالمة المرأة للرجل عبر الهاتف في رمضان، فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز ذلك، بينما ذهب آخرون إلى أنه يجوز ذلك بشرط عدم وجود أي خلوة أو فتنة، وفيما يلي بيان آراء العلماء في هذه المسألة:
1. من قال بعدم الجواز:
استدلوا بأن مكالمة المرأة للرجل عبر الهاتف قد تؤدي إلى الوقوع في الفتنة والزنا، وذلك لأن المرأة قد تتكلم بصوت ناعم أو تتغنج أو تتلاعب بكلماتها مما قد يثير شهوة الرجل، وقد يؤدي ذلك إلى الوقوع في الزنا لا قدر الله.
استدلوا أيضا بأن مكالمة المرأة للرجل عبر الهاتف قد تؤدي إلى ضياع الوقت، فالمرأة قد تقضي ساعات طويلة في التحدث مع الرجل، مما قد يؤدي إلى إهمال واجباتها المنزلية أو الدينية.
2. من قال بالجواز:
استدلوا بأن مكالمة المرأة للرجل عبر الهاتف لا تعتبر خلوة محرمة، وذلك لأنها تتم عبر الهاتف وليس وجها لوجه، ولأن المرأة لا ترى الرجل ولا يسمع الرجل صوتها بشكل مباشر.
استدلوا أيضا بأن مكالمة المرأة للرجل عبر الهاتف قد تكون ضرورية في بعض الأحيان، مثل أن تتصل المرأة بزوجها أو بأخيها أو بأحد أقاربها من الرجال لسؤالهم عن شيء أو لإبلاغهم بخبر أو لطلب المساعدة منهم.
3. الضوابط التي يجب مراعاتها في مكالمة المرأة للرجل عبر الهاتف في رمضان:
يجب أن تكون المكالمة ضرورية ولا يجوز أن تكون مجرد دردشة أو تسلية.
يجب أن تكون المكالمة قصيرة قدر الإمكان ولا يجوز أن تطول لأكثر من الضرورة.
يجب أن تكون المكالمة محتشمة ولا يجوز أن تتضمن أي كلام أو إيحاءات جنسية.
يجب أن تكون المكالمة في وقت مناسب ولا يجوز أن تكون في وقت متأخر من الليل أو في وقت الصلاة.
الخاتمة
اتفق العلماء على أنه لا يجوز للمرأة أن تتكلم مع رجل أجنبي عنها عبر الهاتف إلا إذا كان هناك ضرورة لذلك، مثل أن يكون الزوج أو الأب أو الأخ أو أي قريب آخر، ويجب أن تكون المكالمة في حدود الأدب والاحترام، ولا يجوز التكلم بألفاظ أو عبارات جنسية أو غير لائقة.