حكم نوم الطفل بين والديه شرعا
مقدمة:
الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، وبشارات الآخرة، لذا فإن رعايتهم والاهتمام بهم واجب على الوالدين، ومن ضمن ذلك توفير مكان مناسب لهم للنوم. وقد تساءل الكثير من الناس عن حكم نوم الطفل بين والديه شرعا، وهل هو جائز أم لا؟ وفي هذا المقال سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل، مستعرضين الأدلة الشرعية المختلفة، وآراء العلماء حول هذا الأمر.
أولا: الأدلة الشرعية المتعلقة بنوم الطفل بين والديه:
1. قوله تعالى: {والمتزوجات إلا من ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم} [النساء: 24]، وهذه الآية الكريمة تدل على وجوب الفصل بين الفراشين، أي فراش الزوجين وفراش أولادهما، وذلك من أجل حفظ العلاقة الزوجية وعدم اختلاط الأبدان.
2. قوله صلى الله عليه وسلم: “لا ينام الرجل بين اثنتين”، رواه أحمد والنسائي، وهذا الحديث النبوي الشريف ينهى عن نوم الرجل بين امرأتين، وهذا يدل على أن نوم الطفل بين والديه غير جائز، لأنه قد يؤدي إلى اختلاط الأبدان بين الزوج والزوجة.
3. قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “أدّبوا أولادكم على سبعٍ: حُبّ نبيّكم، وحُبّ أهل بيته، وقراءة القرآن، وتعليم السُّنّة، وحُبّ الجهاد، والعفاف، وحُسن الخلق”، رواه البيهقي، وهذا الحديث النبوي الشريف يدل على ضرورة تعليم الأطفال على حسن الخلق والعفاف، ونوم الطفل بين والديه قد يؤدي إلى تعلم الطفل أشياء غير مرغوبة، مثل الزنا واللواط.
ثانيا: أقوال العلماء حول حكم نوم الطفل بين والديه:
1. جمهور العلماء: يرى جمهور العلماء، كالإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل، أن نوم الطفل بين والديه غير جائز شرعا، وذلك للأدلة الشرعية السابقة، ولأن نوم الطفل بين والديه قد يؤدي إلى اختلاط الأبدان بين الزوج والزوجة، وقد يؤدي أيضًا إلى تعلم الطفل أشياء غير مرغوبة.
2. بعض العلماء: يرى بعض العلماء، كالإمام أبو حنيفة، أن نوم الطفل بين والديه جائز شرعا، بشرط أن يكون الطفل صغيرًا جدًا، وأن يكون الفراش واسعًا بما يكفي، وأن لا يؤدي ذلك إلى اختلاط الأبدان بين الزوج والزوجة.
3. رأي الطبيب: يرى بعض الأطباء أن نوم الطفل بين والديه قد يكون له بعض الفوائد الصحية، مثل زيادة الشعور بالأمان والراحة لدى الطفل، وتقوية العلاقة بين الطفل ووالديه، ولكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي، وأن لا يؤدي إلى أي مشاكل صحية.
ثالثا: آداب نوم الطفل بين والديه:
1. إذا كان نوم الطفل بين والديه جائزًا شرعًا، فيجب أن يكون ذلك تحت ضوابط معينة، مثل أن يكون الطفل صغيرًا جدًا، وأن يكون الفراش واسعًا بما يكفي، وأن لا يؤدي ذلك إلى اختلاط الأبدان بين الزوج والزوجة.
2. يجب على الوالدين تعليم الطفل على حسن الخلق والعفاف، وأن يراعيا ذلك عند نومه بينهما، حتى لا يتعلم الطفل أشياء غير مرغوبة.
3. يجب على الوالدين الانتباه إلى صحة الطفل عند نومه بينهما، والتأكد من أنه لا يتعرض لأي مشاكل صحية، مثل ضيق التنفس أو الاختناق.
رابعا: البدائل لنوم الطفل بين والديه:
1. يمكن للوالدين توفير سرير خاص للطفل بجوار سريرهما، حتى يتمكنوا من مراقبته بسهولة، وحتى لا يتأثر بنومهما أو ينزعج منهما.
2. يمكن للوالدين أيضًا توفير غرفة خاصة للطفل، بحيث ينام فيها الطفل بمفرده، وهذا من شأنه أن يعلمه على الاستقلالية والاعتماد على النفس.
3. يمكن للوالدين أيضًا الاستعانة بمربية أطفال، حتى تعتني بالطفل وتساعده على النوم في سريره الخاص.
خامسا: فوائد نوم الطفل في سريره الخاص:
1. الشعور بالأمان والراحة: ينام الطفل في سريره الخاص بشكل أفضل، لأنه يشعر بالأمان والراحة، لأنه يكون في مكان مخصص له، بعيدًا عن ضوضاء والديه وحركتهما.
2. الاستقلالية والاعتماد على النفس: ينام الطفل في سريره الخاص بشكل أفضل، لأنه يتعلم الاستقلالية والاعتماد على النفس، لأنه يكون مسؤولاً عن نفسه وعن نومه.
3. الصحة الجيدة: ينام الطفل في سريره الخاص بشكل أفضل، لأنه يحصل على نوم أفضل، وهذا من شأنه أن يحسن صحته العامة، ويجعله أكثر نشاطًا وحيوية.
سادسا: مخاطر نوم الطفل بين والديه:
1. اختلاط الأبدان: قد يؤدي نوم الطفل بين والديه إلى اختلاط الأبدان بين الزوج والزوجة، وهذا محرم شرعًا، وقد يؤدي إلى حدوث الزنا أو اللواط.
2. تعلم الطفل أشياء غير مرغوبة: قد يتعلم الطفل أشياء غير مرغوبة عند نومه بين والديه، مثل الزنا واللواط، وهذا قد يؤثر على أخلاقه وسلوكه في المستقبل.
3. المشاكل الصحية: قد يعاني الطفل من بعض المشاكل الصحية عند نومه بين والديه، مثل ضيق التنفس أو الاختناق، وهذا قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
سابعا: الخلاصة:
من خلال ما سبق، يتضح أن نوم الطفل بين والديه غير جائز شرعًا، إلا في حالات الضرورة القصوى، ويجب على الوالدين توفير سرير خاص للطفل بجوار سريرهما، أو توفير غرفة خاصة له، حتى ينام فيها الطفل بمفرده، وهذا من شأنه أن يحقق الكثير من الفوائد للطفل، مثل الشعور بالأمان والراحة، والاستقلالية والاعتماد على النفس، والصحة الجيدة.